بغداد اليوم - متابعة
حصل جندي أسمر البشرة برتبة عريف على تعويض من وزارة الدفاع البريطانية بقيمة نصف مليون جنيه إسترليني بعدما تعرض لحملة من التمييز العنصري رافقته خلال خدمته العسكرية في العراق وأفغانستان.
وفي الحملة، عانى العريف في الجيش البريطاني إينوكي موموناكايا، البالغ من العمر 40 عاما، عنصرية كادت تدفعه إلى الانتحار، بحسب صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وقال موموناكايا، وهو من جزر فيجي العضو في الكومنولث البريطاني، في تصريحات صحفية إن "الأمر بلغ به حد محاولة شراء حبل من أجل ربطه حول عنقه والانتحار".
وأوضح أنه اضطر إلى مقاضاة وزارة الدفاع البريطانية أيضا بعدما فقد وظيفته جراء مسلسل التحرش والإساءة العنصرية الذي تعرض له طوال خدمته في أفغانستان والعراق، مشيرا إلى أن الدعوى القضائية استمرت 6 أعوام.
وأشار إلى أن التفرقة والإهانات العنصرية تعرض لها من قبل زملائه في فوج دوق لانكستر في الفرقة الثانية في الجيش البريطاني.
ومن الأمثلة التي ساقها موموناكايا على الإساءة والتفرقة العنصرية، إلى جانب 5 جنود فيجيين آخرين، أنه طلب منهم المشاركة في تمثيل فيلم تدريبي للوزارة، وأن يقوموا بدور عناصر من طالبان بسبب لون بشرتهم، وقال لهم ضابط أعلى منه رتبة "أنتم أيها الشباب يجب أن تشعروا وكأنكم في وطنكم (..) لا أحد يستطيع تفريقكم عن عناصر طالبان".
وفي إحدى المرات طلب منهم أن يسبحوا في بركة لمسافة 500 ياردة، وعندما طلب موموناكايا أن يستفسر عن طبيعة الأوامر من وزارة الدفاع، قال له أحد الضباط "إن السبب في ذلك هو أنهم (الجنود السود) لا يريدون السباحة وأنهم يخشون الماء، فذوي البشرة السمراء لا يسبحون.. هل رأيت سباحا أولمبيا أسود البشرة؟"
وأكد موموناكايا، وهو أب لأربعة أبناء، أن العنصرية جعلته يرغب في قتل نفسه، مشيرا إلى أنه لا يزال يخضع لعلاج نفسي، وأنه قد لا يتمكن من العمل ثانية جراء معاناته من تعقيدات واضطرابات نفسية جراء العنصرية التي تعرض لها.
وقال إن الضباط البيض في الوحدة العسكرية شبهوه ذات مرة بلعبة سوداء بشعة، واشتروا واحدة وكتبوا اسمه عليها.
واشتكى موموناكايا من المعاملة القاسية التي تعرض لها لدى مديرية الشكاوى العسكرية، وهي دائرة داخلية في الجيش هدفها مراقبة سلوكيات الأفراد والانتهاكات داخل الجيش، لكن شكواه رفضت الأمر الذي دفعه إلى مقاضاة وزارة الدفاع نفسها.
وكان قد تم تسريح موموناكايا من الجيش عام 2012 إثر معاناته من الاضطرابات النفسية، على الرغم من أنه كان مقررا أن يخدم لمدة 24 عاما.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية في بيان "لا مكان للتفرقة والتحرش والإساءات العنصرية في القوات المسلحة، ولن يتم التسامح إزاءها.. وليس لائقا التعليق على تفاصيل التسوية" التي تم التوصل إليها.