بغداد اليوم _ البصرة
كشف ضابط في قيادة شرطة البصرة، اليوم الثلاثاء، عن تفاصيل عملية أمنية جرت في الأراضي العراقية والإيرانية، نتج عنها تفكيك معمل لصناعة المخدرات داخل البصرة تديره عصابة مكونة من افراد عراقيين وايرانيين، بإشراف خبير إيراني "محترف".
وقال الضابط وهو ذو مستوى رفيع لـ(بغداد اليوم)، إن "معلومات وردت الى قيادة شرطة البصرة بشأن عصابة تقوم بتصنيع المخدرات من خلال معمل منصوب في منزل عشوائي في المحافظة، فتم على إثرها تشكيل خلية أمنية بقيادته لمعالجة الامر"، مشيرا الى أن "الخلية تمكنت، بالتعاون مع الاجهزة الاستخبارية الايرانية، من زرع احد منتسبي مديرية جرائم البصرة داخل تلك العصابة، ليتبين انها مكونة من عراقيين وايرانيين، وتستعين بخبير ايراني محترف يصنع عشرات الكليوغرامات من مادة الكريستال يوميا".
وأضاف، أن "احد افراد الخلية الامنية سافر الى ايران وبقى هناك فترة من الزمن تعرف خلالها على افراد العصابة وكون علاقة صداقة معهم، قبل أن تتطور العلاقة بينهم أكثر وتتحول الى علاقة عمل في مجال تهريب وادخال البضائع الى العراق، دون رسوم كمركية عبر منفذ الشلامجة شرقي البصرة".
وأوضح الضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه ورتبته، أن "العصابة فاتحت العنصر الامني، بعد فترة من الزمن والعمل المشترك، بطبيعة عملها الحقيقي في تهريب المخدرات، وبذلك تمكن عنصرنا من إختراقها ومعرفة تفاصيل عملها داخل البصرة ضمن مناطق العشوائيات"، لافتا الى أن "الخلية الامنية العراقية تحركت بعد ذلك وتمكنت من إعتقال الخبير الايراني متلسبا بتصنيع المخدرات، ليتضح أنه قادر على صناعة نحو 25 كيلوغرام من مادة الكريستال بمواد اولية لا يتجاوز سعرها 600 دولار، لكنها تباع لاحقا بمليون دولار".
وأشار، الى أن "هناك معامل اخرى لصناعة المخدرات في البصرة تستعين العصابات التي تديرها بخبراء اجانب، وغالبا من الجنسية الايرانية، ليصنعون الكريستال ويبعونه داخل المحافظة"، محذرا من "السكوت عن هذا الامر".
وراجت ظاهرة تعاطي المخدرات في العراق، وتحديدا في محافظة البصرة بشكل كبير، خلال السنوات السابقة، حسب تقارير رسمية، فيما تعلن الاجهزة الامنية وهيأة المنافذ الحدودية بين حين واخر، القاء القبض على اشخاص يتاجرون بالمخدرات، وبعضهم إيرانيون خلال محاولتهم تهريب كميات منها الى الاراضي العراقية.
وكانت عدسة (بغداد اليوم) قد رافقت، يوم أمس، عمليات دهم وتفتيش نفذتها قوة أمنية تابعة لقيادة عمليات البصرة، لمناطق فاصلة بين البصرة وميسان، ومحاذية للحدود الايرانية، بحثا عن أسلحة ومخدرات ومطلوبين.