بغداد اليوم- كردستان
تزايدت حالات العنف ضد الرجال على يد النساء في إقليم كردستان، في السنوات القليلة الماضية، الامر الذي دعا مجموعة نشطاء الى تأسيس منظمة (اتحاد رجال كردستان)، بهدف توعية وتثقيف النساء بشأن حقوق الرجل، حتى باتت المرأة في الإقليم توصف بالتسلط والتجبر من قبل الرجال.
السليمانية.. امرأة ترمي زوجها من سطع المنزل!
اعتادت وسائل الاعلام المختلفة، تسليط الضوء على تعرض المرأة للعنف والاضطهاد، وسوء المعاملة، لكن الأوضاع في الإقليم تبدو على العكس من ذلك، وتنقل وسائل الاعلام بين الحين والآخر، انباءً عن تعرض الرجال للعنف، على ايدي النساء.
وأفادت وسائل اعلام كردية، الاثنين (28 كانون الثاني الماضي) بتعرض رجل للضرب على يد زوجته وأبنه، قبل أن يقوما برميه من سطح المنزل، في محافظة السليمانية بإقليم كردستان.
ونقلت وسائل الاعلام، عن الرجل، ويدعى كاروان، أن "زوجتي وابني ضرباني، وقاما برميي من فوق سطح المنزل، مما أسفر عن إصابتي بكسر في قدمي"، مؤكداً "تسجيل شكوى ضدهما في مركز للشرطة".
هددته بالذبح.. ويخاف التقدم بشكوى!
ويروي حسن كوجر الموظف بوزارة الكهرباء في السليمانية، والذي يعمل سائق تكسي بعد دوامه الرسمي، حادثة تعرضه الى الضرب بآلة جارحة من قبل زوجته، والتي انتهت الى هجره وتركه وحيداً في المنزل.
ويقول كوجر لـ(بغداد اليوم)، إن "زوجته التي مضت 6 سنوات على اقترانه بها، تطلب منه مؤخراً ان يسلمها جميع ايراداته المالية من عمله بالتكسي، إضافة إلى راتبه الشهري"، مبيناً أنه "حاول مراراً منعها من تلك الطلبات، لكنها كانت تصرخ بوجهه".
ويضيف، أنه "مع استمرار المشاكل بينهما وازدياد معاملتها السيئة وعدم احترامه، لا يستطيع تعنيفها خوفا من مديرية العنف الاسري، والعقوبة التي قد ينالها، الامر الذي اضطره للتحمل".
وتابع، أن "الوضع تطور أكثر عندما طلبت منه بيع السيارة، واخذ سلفة مبلغ من البنك، حتى يتسنى لها التقديم على فيزا السفر إلى المانيا لتلتحق باهلها هناك"، لافتاً الى انه "رفض ذلك بشدة، لتضربه بآلة جارحة وتهدده بعدها بالقتل، الامر الذي اضطره للموافقة وتسليمها المبلغ، لتسافر مع اطفالها، فقام بطلاقها غيابياً".
وحاولت (بغداد اليوم) التواصل مع رجال اخرين تعرضوا للعنف على يد زوجاتهم الا ان كثيرين رفضوا بسبب الخشية من نظرة المجتمع.
منظمة الدفاع عن حقوق الرجل تكشف ارقاماً صادمة
وكان سكرتير منظمة الدفاع عن حقوق الرجال في إقليم كردستان، برهان علي فرج، أكد، "ارتفاع معدل العنف ضد الرجال في الاقليم خلال عام 2018 مقارنة في العام الذي سبقه".
وأوضح فرج، خلال مؤتمر صحفي، أن "لجان الاتحاد سجلت 585 شكوى تخص العنف ضد الرجال، اضافة الى 150 محاولة انتحار للرجال بسبب ازواجهم، وتسجيل 5 حالات قتل لرجال على ايدي النساء، وتسجيل 39 حالة طرد من المنزل، و57 خيانة جنسية، إضافة إلى أكثر من 200 حالة حرمان من اللقاءات التي تجمع الاباء مع الاولاد، و36 حالة اجبار وعنف على ممارسة الجنس".
ويتداول الرجال في إقليم كردستان، ظاهرة العنف النسوي، على شكل نكتة، لكن الامر وكما يبدو خرج عن كونه نكتة في الآونة الأخيرة.
الكرديات ’’أقوى’’ من العربيات
وتقول استاذة القانون في جامعة صلاح الدين بمحافظة أربيل، سولاف كاكائي، في حديث لـ (بغداد اليوم)، ان "القانون الجديد أنصف المرأة في الإقليم، بعد 1991 عندما كانت تشهد المنطقة انتهاكاً حاداً لحقوق المرأة، وكانت اقسام الطوارئ تمتلئ بحالات الانتهاك"، مبينة انه "حتى سنوات قريبة، كان حرمان المرأة من التعليم، وطريقة الزواج (امرأة مقابل امرأة) وختان البنات، منتشراً في الإقليم، خاصة في مناطقة تابعة لمحافظة السليمانية".
وتضيف كاكائي، أن "الرجال يتحدثون هنا على سبيل النكتة بأنهم يعانون من عنف المرأة، وان المرأة الكردية متسلطة ومتجبرة، ويلقون باللوم على القوانين ومنها قانون مناهضة العنف الاسري، وقانون منع تعدد الزوجات، مع تأكيدهم أن هذه القوانين ساعدت المرأة في كردستان على التجبر والتعالي على الرجال".
وتابعت، أن "المرأة الكردية تحملت ظروفاً صعبة شتى وهي ليست متسلطة او متجبرة، وانما دافعت عن حقوقها والقانون أنصفها، على عكس باقي مدن العراق".
من جانبها، اكدت الإعلامية، اواز عبد الله، أن "شخصية الانسان نفسه هي التي تحكم في مسألة من يتسلط او يسيطر على المنزل سواء كان الرجل او المرأة"، مبينة ان "الانسان عبارة عن كرامة، وإذا ما اهينت فالانفصال أفضل من الاستمرار، سواء كان للرجل او المرأة".
وأضافت في حديثها لـ (بغداد اليوم)، إن "الرجل وفي حال كان صاحب شخصية ومعتزا بنفسه، لا يمكن للمرأة ان تتعامل معه بأسلوب العنف، كما تذكر تقارير اتحاد الرجال".
وكان عدد من رجال الدين، في الإقليم، حملوا حكومة كردستان، والمنظمات النسوية، مسؤولية تزايد حالات العنف ضد الرجال، والقوانين التي تقف بصف المرأة، حتى وان كانت هي السبب في الاعتداء، بحسبهم.
وتقارن الإعلامية شيرين احمد، بين المرأة في الاقليم وقريناتها في الوسط والجنوب، وقالت في حديثها لـ(بغداد اليوم)، ان "هناك فرقاً كبيراً بين نساء الاقليم والوسط والجنوب من البلاد، فالمرأة العربية أضعف بكثير، وعليها تحمل الرجل في كل شيء، ولا تطلب الطلاق الا في حالات مستعصية".
وبينت شيرين أحمد، أن "المرأة في كردستان اقوى، وحصلت على حقوق أكثر من المرأة العربية، كما انها لا تقبل بالتعدي والاضطهاد من قبل الرجل".
وهاجمت شيرين وسائل الاعلام واتحاد الدفاع عن الرجال، قائلة، إن "المرأة التي تدافع عن حقها ضد الظلم، لا يمكن اعتبارها تمارس العنف"، مشيرة الى ان "ما نسمعه من حالات يتم الحديث عنها من قبل وسائل الاعلام واتحاد الرجال، مغالاة بحق المرأة".
أما هناء رياض، المقيمة في الإقليم منذ أكثر من 10 سنوات، فترى أن "المرأة في الاقليم تعيش حالة من الاستقرار النفسي والاجتماعي مقارنة بمثيلاتها من النساء في بقية محافظات العراق".