بغداد اليوم _ متابعة
نشرت صحيفة "دلي ميل" البريطانية، دراسة اجراها مجموعة علماء، سلطوا الضوء على كيفية قضاء أكبر انقراض جماعي في تاريخ الأرض على 90% من مجمل الحياة على الكوكب، منذ نحو 250 مليون عام.
وتسبب انقراض العصر البرمي الثلاثي، الذي يطلق عليه اسم "الموت العظيم"، في قتل النباتات لمدة 400 ألف عام، قبل أن يؤدي ذلك إلى موت الحيوانات والأنواع البحرية.
ونقلت الصحيفة، عن العلماء قولهم، إن "السبب في هذا الحدث الكارثي، هو أن القشرة القارية للكوكب تعرضت لخلل في قارة بانجيا (وهي إحدى القارات الكبرى التي كانت موجودة قبل القارات السبع)، وبدأت البراكين في سيبيريا العصر الحديث بالثوران، وأطلقت غازات الكربون والميثان في الغلاف الجوي لما يقارب مليوني عام، ما أدى إلى القضاء على 96% من الحياة البحرية و70% من الحياة البرية، في أكبر انقراض في تاريخ الأرض".
وبحسب الصحيفة، تشير الدراسة الجديدة إلى أن "منتجا ثانويا للثوران، وهو النيكل، قد بدأ في القضاء على الحياة النباتية الأسترالية قبل 400 ألف عام تقريبا، قبل نفوق معظم الأنواع البحرية".
ونقلت عن كبير الباحثين، كريستوفر فيلدنغ من جامعة نبراسكا-لينكولن، قوله، إن "هذه أخبار مثيرة، نظرا لأنه لأول مرة يكون لدينا جدول زمني محدد لمعرفة ما حدث، وذلك عن طريق دراسة عمر الصخور وطبقات الترسبات على المنحدرات الجنوبية الشرقية لأستراليا".
واكتشف فريق العلماء تركيزات عالية بشكل مدهش من النيكل في الصخور الطينية في حوض سيدني، حيث لا توجد مصادر محلية للعنصر.
وهذا ما قاد العلماء إلى استنتاج أن هذه العناصر ناتجة عن اندلاع الحمم البركانية من رواسب النيكل في سيبيريا، وبالتالي فإن البركان حول النيكل إلى هباء جوي انتشر على بعد آلاف الأميال جنوبا، قبل أن ينزل ويسمم الكثير من الحياة النباتية هناك، وفقا لتريسي فرانك، أستاذة ورئيسة قسم علوم الأرض والغلاف الجوي، والتي أشارت إلى أنه تم تسجيل ارتفاع مماثل في النيكل في أجزاء أخرى من العالم.
وأشارت فيلدنغ إلى أن "الأمر كان متسلسلا، حيث أن الحيوانات العاشبة ماتت بسبب نقص النباتات، والحيوانات آكلة اللحوم ماتت بسبب نقص الحيوانات الأخرى، وبتأثير الرواسب السامة التي تتدفق في الأنهار والبحار التي يتركز فيها ثاني أكسيد الكربون والأحماض".
وعلى الرغم من أن النطاق الزمني وحجم الموت الكبير تجاوزا الأزمات البيئية الحالية للكوكب، إلا أن الأستاذة فرانك قالت إن أوجه الشبه بين الظروف الحالية، خاصة الطفرات في غازات الاحتباس الحراري والاختفاء المستمر للأنواع، وتلك التي سبقت "الموت العظيم"، تجعل من الأخير أمرا يستحق الدراسة.
وأضافت، إن "الرجوع إلى هذه الأحداث من تاريخ الأرض مفيد لأنه يتيح لنا رؤية ما يمكن حدوثه مستقبلا".