بغداد اليوم- ديالى
شهد حوض الوقف، أكبر حوض زراعي في محافظة ديالى، تطورات متسارعة في الجانب الأمني بعد تكرار هجمات خلايا داعش واستخدامها "القنص" في استهداف القوى الأمنية، متمثلاً بتغلغل خلاياه في بساتين خمس قرى، الأمر الذي دفع مراقبين للتعبير عن قلقهم من "حريق" يلوح بالأفق، ستكون قرية "ابو كرمة" اولى ضحاياه.
الاقتراب من الحريق
وقال رئيس اللجنة الامنية في ناحية ابي صيدا (30 كم شمال شرق بعقوبة)، عواد الربيعي، لـ (بغداد اليوم)، إن "الاحداث في حوض الوقف خطيرة للغاية وهناك دماء تنزف كل يوم وعوائل فقدت ابناءها"، مؤكدا أن "الوقف هو أعلى مناطق البلاد بأعداد الأرامل والأيتام".
واضاف الربيعي، أن "الوقف يقترب من الحريق الكبير، وهذا ما يقلقنا. داعش متغلغل بشكل كبير في بساتين قرى الوقف وخاصة المخيسة وشيخي التي تعد مضافته الكبرى".
واشار الربيعي إلى أن "الوقف إذا ما اندلعت فيه نيران العنف فلن تتوقف إلّا في قلب بعقوبة، كما جرى في 2006"، مؤكدا أن "تحذيراتنا تأتي من رؤيتنا للواقع وخطورة انتشار خلايا داعش في هذا الحوض".
ويُعد عام 2006 منطلق الاقتتال الطائفي في ديالى، وبغداد، وعدد من المحافظات العراقية، إذ يضع المراقبون 3 سنوات كمدة لاستعار الاقتتال، بلغت أوجها عامي 2007 و2006.
الخطر قد يمتد إلى بعقوبة
ومن جهته، أشار المراقب الامني علي الحجيه إلى أن "قرية ابو كرمة عي أولى ضحايا العنف في حوض الوقف، وقد فقدت العشرات من ابنائها بسبب هجمات داعش، التي كان آخرها اليوم عندما قتل مدني بنيران قناص واصيب اثنان من منتسبي الشرطة بانفجار عبوة ناسفة في بساتين المخيسة المجاورة للقرية".
وحذر الحجيه، خلال حديثه لـ (بغداد اليوم)، من أن "رحيل أهالي قرية ابو كرمة سيؤدي الى فوضى في حوض الوقف، وتنامي خطير لداعش قد يمتد ضرره إلى أطراف بعقوبة، باعتبار الوقف بوابتها الشمالية الشرقية".
واشار الحجيه إلى أن "الموقف غير مستقر والوضع حرج والاهالي في حالة يرثى لها"، داعيا الى "حضور رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي بشكل شخصي لمتابعة ملف الوقف واتخاذ الاجراءات المناسبة".
مجلس ديالى: الوضع تحت السيطرة
وبدوره، أشار رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ديالى، صادق الحسيني، إلى أن "الوضع في الوقف يحظى باهتمام بالغ من قبل لجنته، وهناك تنسيق عالٍ مع القيادات الامنية لمعالجة خلايا داعش خلال الفترة المقبلة".
وأضاف الحسيني، أن "داعش لا يسيطر على شبر من أرض الوقف، بل هناك انشطة لخلاياه الاجرامية في بعض البساتين، وهذا سيعالج من قبل القوى الأمنية"، مؤكداً أن "الوضع في الوقف تحت السيطرة الأمنية، والحديث عن سقوط قرى غير دقيق".
واشار رئيس اللجنة الأمنية في مجلس ديالى إلى أن "مطاليب أهالي ابو كرمة وبقية القرى حيال القضاء على خلايا داعش تم نقلها الى القيادات الامنية العليا في البلاد وستكون هناك اجراءات حاسمة قريبا".
"غطاء سياسي" يؤخر التحرك نحو الحوض
أما خزعل الربيعي، وهو أحد وجهاء قرية ابو كرمة، فقد أشار في حديثه لـ (بغداد اليوم)، إلى أن "نداءات الاستغاثة للأهالي مستمرة منذ سنوات دون مجيب".
وأضاف، أن "صمت الساسة هو من يقف وراء معاناة القرية ودفعها للرحيل رغم ان عمرها اقترب من 100 سنة".
وتابع الربيعي، الذي وصف داعش بأنه "سرطان البساتين" في الوقف، بأن للتنظيم "غطاء سياسي وهذا ما يفسر عدم التحرك الجدي حياله وتركه يتفاقم طيلة السنوات الماضية".
وأكد، أن "أهالي ابو كرمة هم من دفعوا الثمن، إن القرية إذا ما رحلت سيصل داعش الى أطراف بعقوبة وستشهد خروقات دامية وهذا ما يجب الانتباه له لان القرية هي مصد لداعش منذ سنوات".