بغداد اليوم - بغداد
أكد الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، عدم امكانية تحويل الحشد الشعبي الى تنظيم مشابه للحرس الثوري بسبب وجود المرشد الأعلى علي خامنئي والمرجع الاعلى علي السيستاني، فيما نفى امكانية تحوله الى نسخة عن حزب الله أيضا.
وقال الخزعلي في مقابلة صحافية تابعتها "بغداد اليوم" مع موقع ( ناس ) ، إن "البعض ينظر الى الحشد الشعبي وكأنه يريد أن يتحول الى تجربة مشابهة للحرس الثوري أو حزب الله"، مؤكدا أن "من يعتقد بامكانية ذلك سيفشل".
وأوضح الخزعلي بالقول، إن "الحشد في العراق لا يمكن ان يتحول الى تنظيم يشبه الحرس الثوري الايراني، لعدم وجود ولي فقيه في العراق كما هو الحال في إيران بوجود علي خامنئي"، مبينًا أن "وجود المرشد يمنح استقرارا للحرس الثوري لا يمكن أن يتوفر في العراق في ظل عدم امكانية وجود ولي فقيه".
وأضاف، أن "الوضع في العراق مختلف وهناك مرجعية دينية في النجف والتي لا يمكن أن تتحول الى ولي فقيه، وعلى رأسها المرجع علي السيستاني"، مؤكدًا أن "خامنئي يعرف ذلك جيدًا، بل وأكثر من العلمانيين والاسلاميين في العراق".
وشدد الامين العام لحركة عصائب أهل الحق، أن "الولي الفقيه علي خامنئي، يتفهم عدم امكانية تجاوز وجود المرجع الأعلى علي السيستاني، ولا ينوي ذلك".
وعن امكانية تحول الحشد الشعبي الى نسخة من تنظيم حزب الله اللبناني بقيادة حسن نصر الله، نفى الخزعلي ذلك أيضا، عادا أن "محاولة تكرار تلك التجربة في العراق حرام شرعًا، وخطأ من الناحية العملية".
وأقر الخزعلي في شرح ذلك، بأن نظام حزب الله هو دولة داخل الدولة وهو ما يؤدي الى اضعافها، مؤكدًا أن "جميع مراجع الشيعية يحرمون اضعاف الدولة".
وبين الخزعلي، أن "وجود حزب الله يمكن أن يتم تفهمه لخصوصية الشيعة في لبنان باعتبارهم أقلية، يسعون للحفاظ على وجودهم، لكن ذلك لا يمكن ان ينطبق على الحشد الشعبي في العراق، حيث الشيعة اغلبية".
وتابع زعيم العصائب، أن "الشيعة في العراق يستطيعون نيل استحقاقهم عبر المشاركة في الدولة الام دون الحاجة الى خلق دولة داخلها"، مشيرا إلى أن "خامنئي وحسن نصر الله ذاتهم يتفهمون اختلاف الوضع في العراق عما هو عليه في لبنان وإيران".
من جانب آخر أكد الخزعلي سعي ما وصفهم بقادة الصف الاول في الحشد الشعبي، فك ارتباط الأخير بالفصائل "الكريمة التي أسسته"، على حد تعبيره، مشيرًا إلى أن "اغلب قادة تلك الفصائل مقتنعون بضرورة هذه الخطوة، باستثناء واحد منهم ربما".
وأشار الخزعلي، إلى أن تلك الخطوة يمكن أن "تتحقق سريعا في حال تحقق عاملين احدهما داخلي، بقناعة قادة الحشد وأغلبهم مقتنعون، وقدرة رئيس الوزراء على تقديم الدعم"، مشيرا الى أن "تلك النقطة تكاد ان تكون متحققة في ظل وجود رئيس الوزراء الحالي عادل عبد المهدي".
وبحسب الخزعلي، فإن العامل الثاني "خارجي" يتعلق "بحقيقة مساع زج العراق في سياسة المحاور، أو صفقة القرن"، عادا أن "هذا العامل يمكن أن يؤجل مشروع فك ارتباط الحشد بالفصائل، حيث يحكمنا الأمر الواقع".
وأوضح الخزعلي، أنه في حال كان يراد من الانسحاب الأميركي من سوريا "تقوية داعش، وفي حال حدوث خطر كما حدث في 2014، فحينها لا يمكن البقاء متفرجين"، مؤكدًا أن "الواقع فرض تدخل الفصائل في عام 2014".
وبين الخزعلي، أن "السفرة السياسية العراقية واسعة، ولا أحد يسعى الى الحرب بملء ارادته حيث يمكن الحصول على المكتسبات عبر العملية السياسية ومجلس النواب".