بغداد اليوم - البصرة
عاد رصاص النزاعات العشائرية يخيم فوق سماء قضاء القرنة شمالي البصرة من جديد، بعد ان هدأت المدينة لبضعة أسابيع، لتسود لغة السلاح مجددًا لحسم صراع المقاولات واموال الربا (الفايز)، وتصفية الحسابات بين تجار المخدرات وفق شهود عيان، وسط اتهامات لمسؤولين أمنيين بالتهاون مع مفتعليها، مقابل ولائم وهدايا.
المواطن سعدون جاسم، من منطقة حي الجمعة في قضاء القرنة، قال لـ (بغداد اليوم)، انه ترك داره في المنطقة واتجه لمركز المدينة "بعد أن تيقن بأن لا قانون يحميه سوى العشيرة التي عليه ان ينخرط في ممارساتها السلبية والايجابية لحماية نفسه وعائلته".
وأضاف جاسم: "لا قانون في القرنة، وضباط الشرطة لا يستطيعون تنفيذ أي مذكرة قبض بحق المطلوبين بل يجلسون معهم ويجاملونهم رغم معرفتهم بأنهم مطلوبون وفق المادة 406، وهي المادة الخاصة بالقتل العمد".
اما عن بعض عناصر القوات الأمنية ومن بينهم ضباط، فيقول جاسم إنهم "يحضرون الولائم الدسمة عند شيوخ العشائر المتورطين باندلاع النزاعات العشائرية بعد ساعات من اندلاعها ويستلمون الهدايا والعطايا بعد كل نزاع عشائري".
وفيما وصف جاسم شيوخ العشائر بـ "زعماء الدويلات الصغيرة التي ظهرت مؤخرا في البصرة"، أوضح أن "لكل عشيرة مساحة من الارض شيدت عليها دويلة صغيرة لها علمها الخاص وقانونها ولا تطبق احكام الدولة الكبيرة فيها".
اما الضابط في وزارة الداخلية، علي الساعدي، فيقول لـ (بغداد اليوم)، إن "الاجهزة تعتقل جميع مفتعلي النزاعات العشائرية ويتجاوز عدد مفتعلي النزاعات العشائرية الـ 30 شخصاً في كل نزاع، لكن يتم الافراج عنهم لاحقا".
وقال الساعدي، إن "تدخل الجهات السياسية والمسؤولين هو السبب الاساسي للإفراج عنهم كون أغلبهم لديهم انتماءات وولاءات حزبية، وهناك من يتوسط لهم ويتم الافراج عنهم بعد أيام".
ولم تتمكن (بغداد اليوم) من الحصول على تصريح من قائد شرطة البصرة، ولم يرد المكتب الإعلامي لعمليات البصرة على اتصالاتها.
بدورها، قالت الناشطة في مجال حقوق الانسان، زهراء محسن، لـ (بغداد اليوم) إن "نائبا متسلطا ( لم تسمه ) قام بنقل مدير مديرية جرائم البصرة الاسبق من موقعه وتوجيه تهم كيدية له كونه قام بقتل شيخ عشيرة نفذ عملية اغتيال بحق معاون قائد الشرطة قبل نحو 3 أعوام".
واوضحت، أن "الضابط علي محسن مشاري نفذ عملية إلقاء قبض بحق منفذ عملية اغتيال فاشلة طالت معاون قائد الشرطة في وقتها، واشتبك القاتل مع القوة المنفذة وتم قتله"، مبينة انه "كان يعمل مع أحد النواب".
وأضافت ، أن "ضباطاً نقلوا وتمت احالتهم لمجالس تحقيقية كونهم اشتبكوا مع شخص أطلق النار عليهم، وسبق أن قام بتنفيذ عملية اغتيال بحق قائد الشرطة".
وتساءلت: "كيف يمكن للقوات الامنية ان تطبق القانون في ( دويلة القرنة ) التي يحكمها تجار الحشيشة واصحاب رؤوس المال؟"، على حد تعبيرها.