بغداد اليوم - متابعة
قالت صحيفة واشنطن بوست الاميركية في تقريرها لها ان استمرار تواجد فصائل الحشد الشعبي في المدن "السنية" المحررة قد يسمح بتسريع عودة الارهاب.
وذكرت الصحيفة في تقريرها انه وبعد فوزهم بما يقارب من ثلث مقاعد البرلمان خلال انتخابات العام الماضي فإن ممثلي فصائل شيعية منضوية ضمن قوات الحشد الشعبي أصبحوا الآن يتمتعون بسلطات سياسية وعسكرية غير مسبوقة في العراق . واضافت ان هذه التطورات أثارت مخاوف وقلق بين سياسيين عراقيين وسكان من أهالي السنّة وكذلك مسؤولين أميركان، بأن قادة هذه الفصائل قد تقوم بتشكيل سلطة موازية تنافس سلطة الحكومة المركزية وتُحيي ذات الاستياء والامتعاض السنّي السابق الذي كان سبباً رئيساً بالظهور السريع لتنظيم داعش قبل ثلاث سنوات .
وتواصل الصحيفه انه الآن وبعد انتهاء العمليات العسكرية الكبرى بدأت هذه القوى الشيعية بتركيز أنظارها على أهداف سياسية واقتصادية. وقامت بالانتشار في مناطق ذات غالبية سنيّة في العراق بضمنها محافظات الأنبار وصلاح الدين ونينوى. حيث أسست لها مكاتب سياسية وتجنيداً في تلك المحافظات وإدارتهم لنقاط تفتيش على طول الطرق المؤدية لها وحتى في الشوارع الداخلية الأصغر فارضين ضرائب على سائقي الشاحنات التي تنقل النفط والبضائع والمواد الغذائية والمنزلية .
واشارت الى ان عدة مسؤليين عراقيين وأميركيين ذكروا بأن بعض هذه الفصائل تمارس تصرفات مافيا بطلب أجور حماية وأتاوات من أصحاب أعمال تجارية صغيرة وكبيرة .
ونقلت الصحيفة عن محللين يتابعون هذه الظاهرة إن "هذه الفصائل تحدد أيضا من هي العوائل السنية التي يسمح لها بالعودة الى ديارهم عقب انتهاء المعارك مع تنظيم داعش. وفي عدة بلدات أقدم قادة فصائل على إجبار مجالس محلية لإلغاء حقوق مواطنين سنّة في أرضهم وممتلكاتهم من الذين ساندوا تنظيم داعش وهذا التصرف أدى الى إحداث تغييرات ديموغرافية كبيرة في مناطق هي أصلا سنية / شيعية مختلطة مثل بابل وديالى".
وتنقل الواشنطن بوست عن الخبير الامني هشام الهاشمي، ووكالات الإغاثة الأجنبية قولهم انه " مع استمرار وجود 1.8 مليون نازح من المناطق السنية يعيشون في معسكرات نازحين مكتظة بهم، فإن محاولات الفصائل لمنعهم من الرجوع إلى ديارهم تساهم في نشوء تطرف محتمل"، مشيرين الى أن "الفصائل تشكل عائقاً أمام استقرار هذه المناطق لأنهم يمنعون عودة النازحين داخليا ومدينة القائم قرب الحدود السورية هي أفضل مثال على هذه الظاهرة المعبرة عن هيمنة الفصائل المسلحة على أوضاعها".
وتضيف الصحيفة انه وبعد تحرير القائم من مسلحي داعش عبر حملة عسكرية من الجيش وقوات الحشد الشعبي في تشرين الثاني عام 2017 وإعلان قيادة العراق النصر على داعش نهائيا بعد ذلك بشهر، سادت هناك موجة تفاؤل عبر البلد وخصوصا بين مزارعي محصول الحنطة في القائم، حيث رجعوا الى البلدة بمجاميع متلهفين لاستئناف معيشتهم على الزراعة التي توقفت منذ ثلاث سنوات .
واضافت الا ان فصائل مسلحة أعلنت ما يقارب 1500 مزرعة في القائم على أنها منطقة أمنية ومنعوا المزارعين من العودة إليها واليوم أكثر من 1000 هكتار من الاراضي الزراعية ما تزال قاحلة، هذه الاراضي تتواجد فيها معدات زراعية متضررة ورجال مسلحون، بالاضافة لذلك فان البنوك التي أقرضت المزارعين أموالاً قبل مجيء داعش بدأت الآن تنادي بتسديدها .
وتنقل الصحيفة عن رباح عاصي، مزارع اضطر للاعتماد على تربية الأغنام بدلا من الزراعة قوله "وجودهم عرقل الاقتصاد في القائم وهذه الفصائل خصوصاً فصيل كتائب حزب الله الذي يهيمن على القائم، يسيطر أيضا على مداخل ومخارج الطرق الستراتيجية المؤدية للمدينة عبر الحدود الى سوريا جنوب القائم".
وتنقل الصحيفة عن عضو البرلمان محمد الكربولي قوله انه "بالاضافة الى ذلك فإن الفصائل المسلحة أوجدت لها معبراً حدودياً آخر لجلب منتجات وبضائع رخيصة من سوريا وبيعها في سوق القائم"، مشيرا الى أن "أغلب عناصر كتائب حزب الله امتنعوا عن أي تصرف عدائي كان سائدا قبل عدة سنوات، حيث يشيد هو وآخرون من المدينة بدور الفصائل في الحفاظ على الامن ولكنه وصف الهدوء بأنه غير مستقر".
وتشير الواشنطن بوست الى ان المزارعين يشكون منعهم من مزاولة الزراعة في أراضيهم هو ليس لسبب أمني بل حركة من لدى الفصائل لضمان تسويق بضاعتهم التي يهربونها من سوريا في سوق القائم".
وتنقل الصحيفة عن المزارع صباح السند، قوله وهو يشير الى موسم أمطار الشتاء "انه موسم الزراعة الآن، ونحن نخسر الأموال بسببهم ، ورئيس الوزراء الجديد عادل عبد المهدي، لم يبدو عليه اي مؤشر لمحاولة كبحهم، بل انه اعطاهم امتيازات لم يعطيها لهم سلفه حيدر العبادي بمساواة رواتبهم مع رواتب ضباط الجيش والشرطة".
وحذر مسؤول غربي في بغداد، رفض الكشف عن اسمه في تصريح للصحيفة، "إذا كان هذا هو التوجه فإنه سيؤدي الى عدم الاستقرار،السنّة متقبلون ذلك على مضض ،لأنهم يقولون بانه ليس لديهم خيار ."
وأضاف المسؤول الغربي بقوله إن "سيطرة الفصائل المسلحة على معيشة أهل السنّة ستؤدي بالتأكيد الى من يشاركهم شكواهم من مسلحي تنظيم داعش".