بغداد اليوم _ ديالى
تسلط (بغداد اليوم) الضوء على مقبرة غامضة، في محافظة ديالى لمحكومين بالاعدام، دفانهم شخص واحد، لا أحد غيره يعرف أسمائهم، الامر الذي جعلها احجية عصية منذ ما يقارب الـ16 عاماً.
محكومون بالإعدام دفنوا سراً
كشفت مصدر محلي في ديالى، سر الغموص الذي يلف أكبر مقبرة لضحايا أجهزة النظام السابق في المحافظة، مبينا انها تحوي على عدد غير معروف للضحايا المجهولين.
أقدمت أجهزة النظام السابق على جلب دفان خاص بها من خارج محافظة ديالى، مهمته دفن جثث المدنيين والعسكريين الذين يحكم عليهم بالإعدام خلال عقد الثمانينيات والتسعينيات وحتى مطلع العام 2000، في أطراف مقبرة (الامام محمد السكران) عند الحدود بين ديالى وصلاح الدين، يقول المصدر.
علية الدفن شملت الأسماء والالقاب!
ويضيف المصدر، ان عملية الدفن التي كانت تجري بيد الدفان الخاص المرتبط بأجهزة النظام السابق بشكل مباشر، كانت تتم بسرية عالية، وخلال الليل فقط، ويكتفي الأخير بوضع الارقام على أماكن دفن الجثث، بعد الانتهاء من كل عملية.
ويتابع، ان الدفاع المجهول هو الشخص الوحيد الذي يعرف أسماء الموتى الذين كان يدفنهم بنفسه، وهي موجودة في سجله الخاص مع أرقام قبور كل منهم، إضافة الى تقارير رسمية ووثائق عن الاحكام القضائية التي بموجبها تم اعدامهم.
دفان الأرقام في عداد الموتى!
وأكمل المصدر في حديث مع (بغداد اليوم) ان دفان أكبر مقبرة لضحايا النظام السابق في ديالى، مع سجل الأسماء، اختفى في ظروف غامضة بعد الإطاحة بنظام صدام حسين عام 2003، الامر الذي يبقي المقبرة دون أسماء ولا هويات تعريفية.. أماكن الجثث تحمل الأرقام فقط.
وأشار الى ان معلومات مؤكدة تتحدث عن مسؤولين وضباط رفيعي المستوى، إضافة الى شخصيات معروفة في ديالى، دفنت بعد اعدامها في المقبرة، والذين لن يعرفهم أحد دون مفتاح سرها (السجل) عند الدفان المفقود، والذي قد يكون الآن في عداد الموتى!