بغداد اليوم _ متابعة
قام مواطن لبناني مغترب بمغامرة مرعبة في شوارع العاصمة الاسترالية سيدني، إنتهت بإنتحاره بعد طعنه مواطنا لبنانيا اخر، لتكتشف السلطات لاحقا أنه كان يعاني من علل نفسية و"نقص" عقلي.
ولاحظت شرطة المرور شخصا يقود سيارة رباعية الدفع دون لوحات، فلاحقته، لكن أيمن فقيه، وهذا اسمه، اراد تحويل الملاحقة الى مطاردة كما في أفلام هوليوود البوليسية، حيث بدأ يسرع بطريقة أثارت شعور التحدي بمطارديه، كما أثارت قلقهم من أن يكون "متدعوشاً" خطط لارتكاب "عملية" ما بالمدينة، لذلك تكاتفوا عليه بسيارات أخرى بدأت تسعى خلفه من شارع لآخر.
وفي هذه اللحظات المتزاحمة عليه بحشد من السيارات، رأى فقيه شاحنة مركونة قرب أحد المتاجر، فنزل من سيارته إليها، وقادها صادماً بها ما تيسر من سيارات وجدها أمامه وعلى جانبيه، إلا أنها علقت بين سيارتين صدمهما بها، ولم يجد حلاً إلا بمغادرة الشاحنة للاستيلاء على سيارة أخرى يتسلح بها في معركة كر وفر مع الشرطة استمرت نصف ساعة، لكن صاحب السيارة تصدى له ومنعه.
وأظهر مقطع وثق الحادثة، أن لبنانيا اخر اسمه حسن رزق، حاول التحدث إلى أيمن في الشارع "ربما ليمسك به ويساعد الشرطة على اعتقاله" كما يُسمع في بداية الفيديو، ليحاول استدراجه للحديث، إلا أن أيمن الذي كان ممسكناً بالسكين يستدير بعد الثانية 25 من الفيديو، وينقضّ على رزق ويطعنه ببطنه، وبعد طعنه يبحث في وسط الشارع عن سيارة ليستولي عليها، إلى أن توقفت سيارة تاكسي قربه، فأجبر سائقها على النزول منها، وبها فر من المكان، فيما تم نقل المطعون رزق إلى مستشفى، كما تظهر فيما بعد الشاحنة التي كان يقودها أيمن فقيه، وسيارات صدمها وشهود عيان يتحدثون عما رأوه وعاينوه.
ولا أحد يدري كيف تغيرت الحال في ذهن أيمن فجأة وهو في الشارع يقود التاكسي، فلعله بدأ يشعر في تلك اللحظات أن هزيمته اقتربت وسيعتقلونه، لأن الشرطة استمرت تلاحقه بسياراتها، ففجأة قام بما لم يكن ينتظره أحد: نزل من التاكسي وراح يسدد بسكينه طعناً متكرراً على صدره وسط الشارع، حتى انهار على الاسفلت "مكوّماً"، فهرولوا إليه لإنقاذه بالإسعافات الأولية ما أمكن، إلا أن قلبه لم يقو على النزف من الطعنات فلفظ أيمن فقيه آخر أنفاسه في المكان.
وسريعاً تعرفت السلطات الاسترالية على اسمه وسجله القضائي الذي تبين أنه نظيف، إلا أنه معروف للهيئات الصحية في سيدني بمعاناته من علل نفسانية ونقص عقلي، وتأكدوا من شهود عيان أنه لم يكن ينوي إلحاق الأذى بأحد، لكنه حاول تجنب اعتقاله ما أمكن، ولم يفلح.