بغداد اليوم _ بغداد
توجه كاهن عراقي مسيحي بالشكر الى المسلمين العراقيين لمشاركتهم الاحتفال برأس السنة، خاصة بعد تصريحات مفتي الجمهورية ورئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق حول تحريم التهنئة بأعياد الميلاد.
وكتب "الأب" ألبير هشام نعوم، بموقع "أبونا" الإلكتروني، ان "تصريحات مفتي الجمهورية ورئيس ديوان الوقف الشيعي في العراق حول تحريم التهنئة بأعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية، اثارت موجة غضب عارمة في الوسط المسيحي ليس فحسب، بل بين المسلمين أيضًا، واستنكرت الأوساط الكنسية والعديد من أخوتنا المسلمين هذه الفتاوي والتصريحات التي لا تعبّر عن روح الإخوّة".
وأضاف نعوم، انه "كردّة فعل إضافية تجاه هذه التصريحات، خرجت آلاف الناس إلى شوارع بغداد في ليلة رأس السنة الجديدة، كعادتها في كلّ عام، للاحتفال بهذه المناسبة متمنين لربوع العراق الوفاق والأمان".
وتابع: "تزامنًا مع انتشار هذه التصريحات، ظهرت دعوات من هنا وهناك لإعادة افتتاح كنائس كانت مغلقة منذ سنوات، إما بسبب التطرّف الديني أو بسبب هجرة المسيحيين من تلك المناطق التي تتواجد فيها هذه الكنائس في بغداد والمحافظات القريبة"، لافتا الى ان "المسلمين في تلك المناطق تبرعوا بحملة تنظيف لتلك الكنائس المغلقة، وهم يتمنون في فديوات صغيرة على مواقع التواصل الاجتماعي أن يعود المسيحيون إلى مناطقهم مستذكرين روح الإخوّة التي جمعتهم بهم عبر سنين طويلة".
ودعا الكنيسة الى "توجيه رسالة شكر لأخوتنا المسلمين الذين أعربوا عن استعدادهم لإعادة تأهيل كنائسنا المغلقة، وتمنّوا رجوع المسيحيين كجيرانٍ وإخوةٍ لهم"، مبينا انهم كانوا "جوابا على كلّ قوى الشرّ التي صادرت بيوت المسيحيين واستولت عليها... وجواب على التطرّف الذي هجرّ المسيحيين من كنائسهم وبيوتهم... وجواب على خطابات الكراهية التي انتشرت وتأثر بها كثيرون".
وأشار الى ان "العراق بحاجة إلى اكتشاف هذا المعدن الأصيل الذي يحمله كل عراقي، المعدن الذي لا يسمح بالخلاف بسبب الاختلاف، بل يعيش ويتقاسم معه في السرّاء والضرّاء، كم نحنُ بحاجة في العراق أن نزيل طبقة الصدأ التي شوّهت هذا المعدن، وهي تدعو إلى التفرقة لأتفه الأسباب وتخفي وراءها مصالح شخصية، لا نعلم متى ستنتهي! كم نحن بحاجة في العراق أن نستذكر أيام الطفولة، عندما كان الطفل المسلم يلعب مع رفيقه المسيحي ولا يعرف كلاهما دين الآخر... نشتاق فعلاً لأيام الطفولة تلك."
وختم الكاهن المسيحي بالقول: "شكرًا لكم أخوتنا المسلمين الذين لا زلتم محافظين على معدننا العراقي الأصيل، شكرًا لكم لأنكم لا تريدون التطرّف ولا تجعلوه يدخل بيوتكم وفكركم، بل تركتكم مساحةً رحبة يدخل إليها المختلف وينزل فيها أهلاً وسهلاً، نحن من نريد أن نهنئكم هذا العام، متمنين لكم ومصلّين لأجلكم، بل نصلّي سويةً من أجل العراق، ليعود إلى طفولته البريئة".