كتب: حسنين تحسين
نحن على اعتاب نظام مالي عالمي جديد، كثرت ديون الدول و ارتفاع التضخم لا يهدأ و المنطق يقول ان النظام المالي الذي يعتمد على ثنائية (ذهب ، دولار) أصبح لا يكفي لحماية العالم.
غطاء الذهب لا يكافىء الحاجة البشرية من العملات لهذا هذه الثنائية اُستهلكت. ففي عام 1944 في ولاية نيوهامشير حصل اتفاق بريتون وودز الذي مكن الدولار من حكم العالم و اخضع العالم لدولار امريكا مالكة الذهب حينها، فكان اهم حدث مالي بتاريخ البشرية الحديث على الاقل و لكن سلسلة احداث تراكمت بينت ان الأنظمة المصرفية و المالية العالمية تحتاج إلى عامل السرعة و الإنجاز و ايضًا مجارات التضخم البشري، ولهذا ظهرت العملات المشفرة بقيادة البتكوين.
الاسبوع الماضي وقع الرئيس الأمريكي ترامب أهم قرار أمريكي بعد عام 1944 بان ثبت البتكوين كاحتياطي فيدرالي مركزي يجعل من البتكوين ذهب رقمي، حيث تملك امريكا الان 200 ألف من كل البتكوين بالعالم و هو قليل جدًا بما تطمح له امريكا لذا ستسعى امريكا لزيادة حيازاتها من البتكوين و بهذا سيزداد سعر البتكوين و سيصل الى أكثر من 200 ألف.
بتاريخ السابع من مارس آذار 2025 حدث اول اجتماع على مستوى القمة بين قادة العملات المشفرة و رئيس امريكا في البيت الأبيض لوضع اسس النظام المالي الجديد ذو الواقع الافتراضي و بهذا نحن امام عهد جديد انبلج على العالم.
من دون أدنى شك ان الوقت الصحيح للاستثمار في العملات الرقمية هو الان و كل تصحيح سعري للبتكوين أدنى من 80 الف دولار فهو فرصة للشراء من جديد لذا فالحكومات الذكية بالعالم ستستغل هذا الانخفاض بالسعر و تعزز أرصدتها.
مجرد ان أعلنت امريكا انها نفذت البتكوين كاحتياطي مركزي وانها لن تبيع البتكوين بعد الان، هذا وحده يضمن للبتكوين حفظ الهيبة والبقاء فلا قلق عليه بعد الان من التصفير كما ينشر البعض.
العراق يجب ان يكون اكثر جدية وأوسع رؤية و يلتحق بركب العالم و يترك الفكر العتيق فالعملات المشفرة الان احتياطيات عالمية فهي كالمعادن و البتكوين ذهبها الرقمي، فلو استثمر العراق الان مبلغ مليار دولار وآحد بالعملات المشفرة قطعًا سيكسب مليارات بعد سنين تكون له سد حصين للحماية الاقتصادية.