الصفحة الرئيسية / انعكاسات سقوط الأسد على لبنان وفلسطين.. مزيد من التفرقة في "أرض الفتنة" الخصبة

انعكاسات سقوط الأسد على لبنان وفلسطين.. مزيد من التفرقة في "أرض الفتنة" الخصبة

بغداد اليوم - بغداد

كشف المحلل السياسي اللبناني باسم عساف، اليوم الأربعاء (11 كانون الأول 2024)، عن تأثير سقوط نظام بشار الأسد في سوريا على الأوضاع في كل من لبنان وفلسطين خلال المرحلة المقبلة.

وقال عساف لـ"بغداد اليوم"، إنه "لا شك أن إسرائيل تستغل هذه الأحداث لترفع معنويات حكومتها في اتخاذ الإجراءات المناسبة لاعتداءاتها، لاسيما وأن أهدافها التوسعية لا زالت قائمة لتحقيق غايتها الكبرى، فهي تستغل المرحلة الانتقالية للرئاسة الأميركية وعدم اتخاذ القرار اللازم بلجم تحركها واعتداءاتها وتماديها بالقصف والضرب على هواها".

وأضاف، أن "إسرائيل تستغل الارتباك العربي والإيراني والروسي والتركي، حول نتائج الثورة والحكم الجديد والمرحلة الانتقالية في سوريا، والمخاطر التي تطرأ على التنفيذ، دون المعوقات وردود الفعل من الداخل أو الخارج، وهذا سيظهر في لبنان بصورة جليّة لما يختزنه من سلبيات وإيجابيات عند الشعب اللبناني، بين المؤيدين والمعارضين للنظام السوري والحزب الحاكم، وهي الفتنة التي يمكن استغلالها من قبل إسرائيل، للمزيد من التفرقة ومواصلة الحرب على الحزب وجبهة المساندة، وكل القوى المعارضة، خاصة وأن الأرض اللبنانية خصبة لزرع هذه الفتنة والشقاق السياسي والأمني، لاسيما وأن اتفاق وقف النار، لم ينفذ كما يجب من قبل إسرائيل".

ونوه بأن "المستغرب بالأمر، هو السقوط للنظام السوري المتشدد بهذه السرعة التي عكست هشاشة وضعه الداخلي، عكس ما كان يظهر بالإعلام، وعلى ضعف علاقاته الخارجية، عكس ما هو مبيَّن في الوجود الروسي والأميركي والإيراني والتركي على أرض سوريا، وعكس ما هو مستجد على العلاقات العربية التي فتحت أبوابها وسفاراتها ومؤتمراتها للنظام السوري، وكل ذلك لم يقف في وجه المتغيرات بالمنطقة بعد حرب غزة وغزو لبنان".

"الشرق الأوسط الجديد" يستكمل فصوله

وتابع، أن "الأحداث في سوريا اندلعت باليوم الذي أعلِن فيه تطبيق وقف إطلاق النار بلبنان، وكأن السيناريو المُعد للشرق الأوسط الجديد يستكمل فصوله، خاصّةً بأنه يظهر مع استكمال العدو الصهيوني اعتداءاته وغاراته على المواقع الاستراتيجية والكيميائية، ومن التمدد واحتلال أراضي القنيطرة وجبل الشيخ، إلى قصف المطارات والثكنات والمواقع العسكرية، وتدمير الأسلحة الثقيلة ليتجرد الجيش السوري أو القطعات العسكرية، التي ستنشأ مع الثورة والحكومة الانتقالية من أي تأثير على توازن القوى معها".

وأردف، أن "هذا يعطينا الدليل على الاطمئنان من النظام السوري السابق الذي لم يشارك في ساحات الإسناد لغزة وإطلاق المسيِّرات والصواريخ، بدلالة توتر العلاقات مع إيران التي انسحبت من مواقع الدفاع عنه في محنته الأخيرة".

واختتم عساف حديثه بالتأكيد على أن "سقوط الأسد سيكون له تأثيرات كبيرة على الساحة في لبنان وفلسطين، فهو سيضعف جبهة المعارضين لإسرائيل خلال المرحلة المقبلة بشكل كبير جدا".

وعاشت سوريا تطورات متسارعة في الساعات الأولى من فجر يوم الأحد الماضي (8 كانون الأول 2024)، إذ أعلنت المعارضة المسلحة إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، الذي استمر حكمه 24 عاما.

الانتصار السريع لا يلغي التعقيد 

ويرى متتبعون أن الانتصار السريع للمعارضة لا يلغي تعقيد المرحلة المقبلة، إذ تواجه سوريا مستقبلا غامضا وسط أجواء متوترة في منطقة الشرق الأوسط، التي تشهد تداعيات الحرب بين إسرائيل وحماس، إلى جانب الاشتباكات المستمرة مع حزب الله في لبنان.

الهجوم المفاجئ الذي قادته "هيئة تحرير الشام"، الجماعة الإسلامية المسلحة، له تداعيات تتردد في جميع أنحاء المنطقة وخارجها، حيث ظهر داعمو الأسد مشغولين أو غير راغبين في التدخل.

روسيا "المستنزفة وإيران "المستضعفة"

على الرغم من وجود قواعد عسكرية لروسيا في غرب سوريا، إلا أن موسكو تركز جهودها بشكل أساسي على حربها المستنزفة في أوكرانيا، فيما تسعى إيران، التي أضعفتها صراعاتها المستمرة مع إسرائيل، إلى الحفاظ على نفوذها داخل سوريا، لكنها لم تتمكن أيضا من منع سقوط الأسد.

لكن المراقبين يشيرون إلى أن التحدي الأكبر ربما يكمن في مسألة الحوكمة، في بلد لم يعرف سوى وحشية حكم عائلة الأسد لأكثر من 50 عاما، شملت حربا مدمرة ضد شعبه استمرت لأكثر من عقد، بينما المسؤولون العرب يحذرون من التطرف واحتمالات الفوضى.


اليوم, 17:50
العودة للخلف