بغداد اليوم - بغداد
عاد النقاش ليفتح مجددًا في مختلف الأوساط حول كيفية تمكن الصواريخ الامريكية والإسرائيلية من إيجاد طريقها الى أجساد أهداف معينة من القيادات العسكرية والسياسية المطلوبة في محور المقاومة وغيرها من الأهداف، كما انه قد يفتح باب المخاوف من "عدم وجود مكان آمن" لأي شخصية سياسية او قيادية او حتى رؤساء دول مع إمكانية وصول الصواريخ الغربية لأي مكان وفي أي زمان وفي اعقد ظروف التدابير الأمنية.
ورجح الخبير في الشؤون الأمنية صادق عبدالله، اليوم الأربعاء (31 تموز 2024)، وقوف برنامج بيغاسوس وراء اغتيالات لبنان وايران، التي استهدفت "رئيس اركان حزب الله" فؤاد شكر في ضاحية بيروت، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وقال عبدالله في حديث لـ"بغداد اليوم"، انه "لا يختلف اثنان على الإمكانيات الكبيرة لدوائر المخابرات الامريكية والغربية والتي تشترك في اجندة شبه موحدة في المنطقة العربية والإسلامية عموما في اضعافه قدر الإمكان، لذا فان دعم الموساد ليس سرا والامثلة كثيرة ويمكن رصد مئات الأمثلة من خلال قراءة مذكرات بعض الضباط الصهاينة او الكتب التي توثق عملياتهم".
وأضاف ان "الموساد انفرد في السنوات الأخيرة في ابتكار برنامج بيغاسوس الذي يعد من اخطر برامج التجسس على الهواتف الذكية ورغم ان السرية تحوم حوله لكنه يمثل حجر الزاوية في تحديد الأهداف خاصة وان الاختراق يتم للهواتف الذكية التي باتت نقطة التواصل الأهم ليس بين القيادات والمسؤولين بل حتى المواطنين العاديين".
وأشار الى انه "مهما كانت قدرة المخابرات وجواسيسها لا يمكنها تحديد الأهداف ضمن مربعات سكنية من ناحية وجودهم الا من خلال معلومات دقيقة وهذا ما يوفره برنامج بيغاسوس الذي يمكن من خلاله ليس التنصت فحسب بل تحديد الموقع"، لافتا الى ان "اغتيالات لبنان وطهران قد تكون منفذة من خلاله".
وتابع ان "عمليات الاغتيالات الأخيرة في سوريا ولبنان وصولا الى طهران مركبة ومعقدة ولا يمكن للموساد ان يقوم بها لوحده بل هي غرفة عمليات متورطة بها دول ومنها أمريكا التي لا يمكن ان تقوم تل ابيب بمثل هذه العمليات دون اذن مسبق بل وحتى توفير الأدوات والاستطلاع وربما حتى ضغط الزر كانت بأيدي أمريكية صهيونية".
وبين ان "خطورة الاغتيال في طهران يكمن بانه كسر الخطوط الحمراء وهذا ما يبرز قلقا دوليا من الحادثة التي تعني باننا امام مشهد اخر من الصراع وان حياة زعماء وقيادات دولية يمكن ان يصيبها نفس ما حصل مع هنية".
وتسبب اغتيال إسماعيل هنية في طهران بصاروخ إسرائيلي في مقر اقامته المؤقت بطهران والذي جاء بعد ساعات فقط من حضوره حفل تنصيب مسعود بزشكيان رئيسا لإيران، تسبب بإعادة النقاش والتفكير والسؤال حول كيفية وصول الصواريخ الإسرائيلية والإيرانية الى الأهداف بهذه الدقة من قيادات من المفترض انها "متخذة تدابير امنية"، وفي بلدان من المفترض ان لديها أنظمة دفاع جوي، ما يفتح باب النقاش حول عدة احتمالات من بينها وجود جواسيس او "خيانات" في صفوف السلطات الأمنية ذاتها في ايران او لبنان والعراق، الذي شهد هو الاخر وبنفس الطريقة، عمليات اغتيال مشابهة طالت قيادات في الحشد الشعبي على عجلاتهم، وعلى رأسهم أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني وغيرهم من القيادات الأخرى.