بغداد اليوم - بغداد
بعد مرور قرابة القرن وتحديدا عام 1928م على هتافات المتظاهرين #هز_لندن_ضاري_وبجاها امام مبنى القنصلية البريطانية لتسليمهم جثة الشيخ ضاري حمود الزوبعي، يعيدها عراقيون اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي مجددًا، بعد "تطاول" أحد الأشخاص على شخصية يذكرها التاريخ كرمز من الرموز التاريخية في العراق، بعد اندماجه مع ثورة الجنوب بقيادة الشيخ شعلان ابو الجون شيخ عشيرة الظوالم في الرميثة، على اثرها خرجت القوات البريطانية من العراق وتم تأسيس اول حكومة وطنية بدستور يعطي صلاحيات واسعة لها.
وتثار بين الحين والاخر، هجمات من بعض الاطراف ضد الشيخ ضاري الزوبعي، في محاولة يصفها كثيرون بأنها "امتعاض" من تصدر اسمه في ثورة العشرين، ومحاولة لتجيير الثورة لشخصيات محددة دون غيرها، وفي محاولة جديدة، جاء رد عشائري وشعبي، وتصدر هاشتاك "#هز_لندن_ضاري_وبجاها" مواقع التواصل، في محاولة للرد على محاولات الاساءة لأحد ابرز رموز ثورة العشرين.
ضاري بن محمود الزوبعي الشمري (ت. 1346 ه / 1928 م) من عشيرة الزميل وشيخ زوبع إحدى بطون شمر وأحد المساهمين في ثورة العشرين في العراق ضد الاحتلال البريطاني للعراق.
كان له الدور البارز في تفجير الثورة بعد أن طلب الحاكم الإنجليزي في حينها الكولونيل ليتشمان مقابلة الشيخ ضاري، فرفض الشيخ في بادئ الأمر المثول أمامه لعلمه بأنه سوف يطلب منه التعاون مع الإنجليز ضد العراقيين.
بعد إرسال الطلب إليه مرارا ذهب الشيخ ضاري وبرفقته أولاده خميس وسليمان و21 رجلا مسلحا من قبيلة زوبع، وكان اللقاء في منطقة خان النقطة بين بغداد والفلوجة وحين وصولهم لم يكن الكولينيل موجودا بالمخفر وعند حضوره ومقابلته للشيخ ضاري، ولم يكن يعلم عن المرافقين له إذ ذهبوا وجلسوا بالخان، رفض الشيخ طلبه بالخيانة فقام الكولنيل بإهانة الشيخ ضاري بكلمات نابية وشديدة، فهبت الحمية بالشيخ وخرج وأحضر ولداه خميس وسليمان الذين وجهوا بنادقهم إلى رأس الكولونيل ليتشمان وأطلقوا النار عليه فأردوه قتيلاً ثم أجهز عليه الشيخ ضاري بسيفه وعند محاولة المرافق المقاومة قتلوه أيضا.
وبعدها بيوم في 13 /8 / 1920 تحركت عشائر زوبع وقسم من بنى تميم برئاسة علي المعيدي من المصالحة وعقدا اجتماعا في دار الشيخ مشوح الجاسم أحد رؤساء عشيرة الجميلة وعزموا على قطع سكك الحديد ما بين بغداد وسامراء وذلك لقطع إمدادات الجيش البريطاني بين الموصل وبغداد وسيطروا على بعض المدن وألحقوا الخسائر بالقوات البريطانية في تلك المناطق، ثم انتشرت الثورة في باقي محافظات العراق ودامت الثورة حوالي ستة شهور تكبدت خلالها القوات البريطانية خسائر بشرية كبيرة.
الشيخ ضاري وبعد أن خمدت ثورة العشرين بقى معارضا للوجود الإنكليزي في العراق ومقاوما له ولم ينصاع للحكومات التي أسسها المحتل الأجنبي تعرض الشيخ ضاري في نهاية حياته للاعتقال وتم إيداعه السجن وبقي فيه حتى وفاته عام 1928 وكانت القوات البريطانية المحتلة تريد نقله إلى لندن لدفنه هنالك لكن المظاهرات التي حدثت في بغداد آنذاك والتي كانت تهتف "هز لندن ضاري وبجاها" أجبرتهم على تسليمه للعراقيين وتم دفنه في مقبرة الشيخ معروف في بغداد بجانب الكرخ وحضر جنازته ودفنه جموع هائلة من العراقيين يغمرهم الحزن على فراق بطل استرد شيئا من كرامة العراقيين بعد الاحتلال وماثلا في الصمود بوجه الأعداء.