بغداد اليوم - ديالى
على بعد 22كم شرقي محافظة ديالى، تمتد اطلال ما يُطلق عليها البعض بـ"الغابة الصامتة" والمعروفة محليا بـ"غابة كنعان" والتي أُنشئت قبل نحو نصف قرن على مساحة تزيد عن 7 الاف دونم ضمن المشروع وطني "الاحزمة الخضراء في المدن العراقية"، لكنها بعد عام 2003 بقيت طي النسيان، رغم انها تشكل عاملا مهما في دعم البيئة، ليلتهمها الجفاف والحرائق وتتقلص مساحاتها بنسبة عالية في السنوات الماضية.
مزهر العبيدي مهندس زراعي متقاعد، أوضح في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "غابة كنعان هي اكبر غابة موجودة حاليا شرقي العراق، بعد أن انتهت ثلاث غابات مشابهة ولم يتبقى سواها"، مبيناً أن "موقعها البعيد نوعا ما عن المناطق السكنية ربما كان عاملا في عدم وصول ايدي العابثين اليها طيلة اكثر من 4 عقود".
وأضاف إن "غابة كنعان، بقيت صامدة لسنوات طويلة رغم الإهمال والجفاف والحرائق وكان بالإمكان استثمارها لتصبح اجمل مناطق ديالى السياحية، لكنها للأسف مهملة في كل شي".
أما عضو مجلس ديالى اوس المهداوي فقد أشار الى أن "ملف احياء غابات ديالى، سيعاد النظر به من جديد خاصة مع المتغيرات المناخية وفقدان المحافظة اكثر من 30% من الاحزمة الخضراء بعد عام 2003 بسبب التجريف والجفاف والآفات الزراعية والاضطرابات الأمنية".
وبيّن أن "الحفاظ على الغابات وديمومتها ستكون ضمن سياق عمل ممنهج في الفترة القادمة، من خلال أولويات الحكومة المحلية التي نأمل أن تتشكل خلال الفترة القادمة".
عثمان علي عضو جمعية النحالين في ديالى، أكد أن "غابة كنعان يمكن استغلالها في تربية النحل وإنتاج العسل، لأنها بيئة مثالية لكثرة أشجار الكالبتوز"، مستدركاً أن "الغابة مهملة وتعاني من الجفاف القاسي وليس هناك عناية مباشرة، رغم أنها تمثل آخر غابة صامدة منذ قرابة 50 عاما".
وتفاجأ صاحب شركة سياحية حينما رآها لأول مرة، قائلا: "70% من أهالي ديالى لا يعرفون موقعها و99% لم تطأ اقدامهم إياها رغم جمالها واتساع مساحتها".
ولفت إلى أن "بعقوبة مختنقة بسبب قلة المناطق الخضراء بعد موجة التجريف التي بدأت عام 2007 ولاتزال مستمرة"، مؤكدا بأن "غابة كنعان يمكن أن تتحول الى زوراء ديالى ببساطة، مع توفير بعض الخدمات الأساسية، يرافقها الحفاظ على ما تبقى من اشجارها التي تئن من الجفاف والحرائق المتكررة".