بغداد اليوم - متابعة
كشف مسؤولون أمريكيون لموقع "أكسيوس"، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن، سيقدم، اليوم الجمعة (10 آيار 2024)، تقريرا إلى الكونغرس، ينتقد فيه بشدة ممارسات إسرائيلية في قطاع غزة، لكنه لن يتهم إسرائيل بانتهاك شروط استخدام الأسلحة.
وأوضح الموقع الأمريكي، أن تقرير بلينكن "لن يصل إلى حد الاستنتاج بأن إسرائيل انتهكت شروط استخدامها للأسلحة الأمريكية"، وذلك في خضم توترات في العلاقة بين الحليفين البارزين، وحجب واشنطن شحنة أسلحة إلى إسرائيل بسبب التطورات في قطاع غزة.
وأوضح المسؤولون أن التقرير "يقيّم ما إذا كانت إسرائيل قد التزمت بالقانون الدولي، أو عرقلت عملية وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة"، وقد تسبب في جدل داخلي كبير في وزارة الخارجية الأمريكية.
إسرائيل و6 دول
واستمرت عملية إعداد التقرير "الحساس سياسيا"، حسب أكسيوس، داخل وزارة الخارجية الأمريكية على مدار الأشهر الأخيرة، حيث كان مطلوبا بموجب مذكرة أمن قومي جديدة أصدرها الرئيس، جو بايدن، في فبراير.
وتراجع وزارة الخارجية كيفية استخدام الأسلحة الأمريكية بواسطة إسرائيل و6 دول أخرى منخرطة في صراعات مسلحة مختلفة، وإذا ثبت انتهاك أية دولة منهم للقانون الإنساني، أو إعاقة تسليم المساعدات الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة، قد يقود ذلك إلى تعليق المساعدات العسكرية، وفق "أكسيوس".
عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، عن أمله في أن يتمكن هو والرئيس الأمريكي، جو بايدن، "من تجاوز خلافاتهما" إزاء الحرب في قطاع غزة، وذلك بعدما منع بايدن إرسال بعض الأسلحة إلى إسرائيل.
وكان من المفترض إنهاء التقرير بحلول الثامن من مايو الجاري، قبل أن تقرر وزارة الخارجية تأجيله لبضعة أيام.
وقال مسؤول أمريكي إن التأجيل "يعود لأسباب فنية إلى حد كبير، تتعلق بعدم جاهزية جميع التقارير حول الدول السبع".
وأوصى مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل التابع للخارجية الأمريكية، بلينكن، بالاستنتاج بأن إسرائيل "انتهكت شروط استخدام الأسلحة، على عكس توصيات جهات أخرى داخل الوزارة".
ونقل أكسيوس عن مسؤولين أمريكيين آخرين، أن السفير الأمريكي لدى إسرائيل، جاك لو، والمبعوث الإنساني المنتهية ولايته في غزة، ديفيد ساترفيلد، "بعثا بمذكرة إلى بلينكن أشارا فيها إلى أن إسرائيل لا تنتهك القانون الدولي خلال حربها في غزة، ولا تعرقل المساعدات الإنسانية".
كما أشارا إلى أن "تقييد إسرائيل المساعدات في الماضي تغيّر منذ أبريل، بعدما وجه بايدن تحذيرا نهائيا إلى رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو في هذا الشأن"، وفق الموقع الأمريكي.
"انتقادات لا تصل لحد الانتهاكات"
كما أوضح 3 مسؤولين أمريكيين، لأكسيوس، أن بلينكن سيدرج في تقريره سلسلة من الوقائع التي أثارت مخاوف جدية حول انتهاكات إسرائيلية للقانون الدولي، وقالوا إن التقرير سيصف الموقف "بعبارات انتقادية للغاية" ويذكرون أن الخارجية لا تزال تحقق في تلك الوقائع.
لكنهم أكدوا أن بلينكن لن يصل في تقريره إلى حد الاستنتاج بأن إسرائيل انتهكت القانون الدولي.
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، على ما يبدو، الخميس، تعهدا قطعه الرئيس الأميركي جو بايدن بوقف بعض إمدادات الأسلحة لإسرائيل إذا هاجمت رفح قائلا إن بلاده مستعدة للوقوف بمفردها إذا لزم الأمر.
ورفضت وزارة الخارجية ولو وساترفيلد التعليق لأكسيوس على هذا الأمر.
وتشهد الفترة الحالية توترات كبيرة بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الحرب في غزة، حيث قال بايدن خلال مقابلة أجرتها معه شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الأربعاء، ردا على سؤال عن السبب الذي دفع إدارته الأسبوع الماضي حجب شحنة قنابل إلى إسرائيل، إن "مدنيين قتلوا في غزة بسبب هذه القنابل.. إنه ببساطة أمر خاطئ".
وهذه هي المرة الأولى التي يضع فيها بايدن (81 عاما) بصورة علنية شروطا للدعم العسكري الأميركي لإسرائيل.
فيما عبر رئيس الوزراء الإسرائيلي، عن أمله في أن يتمكن هو والرئيس الأمريكي، "من تجاوز خلافاتهما" إزاء الحرب في قطاع غزة.
وقال نتانياهو خلال مقابلة مع برنامج "دكتور فيل برايم تايم"، إنه "كثيرا ما كنا متفقين ولكن كانت بيننا خلافات أيضا. وكنا نتمكن من التغلب عليها. آمل بأن نتمكن من تجاوزها الآن، لكننا سنفعل ما يجب علينا فعله لحماية بلدنا".
وما زالت أسلحة أمريكية بمليارات الدولارات في طريقها إلى إسرائيل، على الرغم من حجب شحنة واحدة من القنابل ومراجعة إدارة بايدن لشحنات أخرى، خشية استخدامها في هجوم قد يلحق المزيد من الدمار بالمدنيين الفلسطينيين، وفق ما نقلته رويترز.
ومن المقرر أن تذهب مجموعة كبيرة من المعدات العسكرية الأخرى إلى إسرائيل، بما في ذلك ذخائر الهجوم المباشر المشترك، التي تحول القنابل الغبية إلى أسلحة دقيقة التوجيه، وقذائف دبابات ومدافع مورتر ومركبات تكتيكية مدرعة، حسبما قال السيناتور جيم ريش، أكبر عضو جمهوري في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، للصحفيين.