بغداد اليوم - متابعة
كشفت تقرير أمريكي، إن تنظيم داعش فرع خراسان الذي ينشط في أفغانستان، بدأ يركز على تجنيد واستقطاب مقاتلي طالبان المحبطين من قرارات وإجراءات الحركة التي تسيطر على البلاد منذ انسحاب القوات الأمريكية والأجنبية منتصف آب/أغسطس 2021.
وحذر المفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار أفغانستان (سيجار) في تقريره الجديد من أن فرع تنظيم داعش في خراسان يواصل تجنيد جنود في أفغانستان والمنطقة خارج نطاق عضوية السلفيين.
وتظهر النتائج التي توصلت إليها هذه المؤسسة أن داعش يركز على استقطاب مقاتلين من حركة طالبان والأجانب المحبطين، وأن معظم أعضاء هذه المجموعة هم مقاتلون من آسيا الوسطى والقوقاز.
ووصف سيجار في التقرير الذي ترجمته "بغداد اليوم"، داعش بأنه التهديد الأكبر داخل أفغانستان، وأضاف أن هذه الجماعة لديها القدرة على الهجوم في المنطقة وخارجها.
وفي الوقت نفسه، قال المعهد الأمريكي للسلام إن التهديدات الإرهابية ضد المصالح الأمريكية تزايدت من أفغانستان.
ووفقا لهذه المؤسسة، خلقت أفغانستان تحت سيطرة طالبان بيئة متنامية للجماعات الإرهابية، مؤكدة أن تنظيم داعش أصبح يشكل أكبر تهديد لأفغانستان والمنطقة وخارجها.
ونقل التقرير عن مايكل كوغلمان، مدير معهد جنوب آسيا في مركز ويلسون، قوله: "إن أهداف فرع تنظيم داعش في خراسان عالمية وتتجاوز أفغانستان، ولقد نفذ بالفعل هجمات في باكستان ودول آسيا الوسطى، وفي السنوات الأخيرة رأينا أنه يطور ببطء قدرته على تشكيل تهديد خارج أفغانستان".
وتظهر النتائج التي توصل إليها سيجار أن فرع تنظيم في خراسان تبنى المسؤولية عن ستة هجمات داخل أفغانستان في الأشهر الثلاثة الماضية، بما في ذلك عدة محاولات اغتيال ضد مسؤولي طالبان.
ويتناول هذا التقرير أيضًا إنشاء المدارس الدينية داخل أفغانستان من قبل حركة طالبان. وقال سيجار إن إجمالي عدد المدارس الدينية التي أنشأتها طالبان يزيد عن 6800 مدرسة.
وبحسب تقرير المفتش الأمريكي الخاص فقد تم إنشاء 380 مدرسة للنساء والفتيات، مبيناً "في الفترة من نوفمبر 2023 إلى فبراير 2024، تخرج ما يقرب من 2500 فتى وفتاة من مدارس طالبان".
وقال سيجار في هذا التقرير إن هناك 6456 مدرسة للبنين و380 مدرسة للبنات في نظام طالبان.
كما قال المفتش الأمريكي الخاص إن الولايات المتحدة قدمت 17.19 مليار دولار لأفغانستان منذ أغسطس 2021، تشمل المساعدات الإنسانية وتكلفة نقل وتوطين اللاجئين الأفغان.
وقد أوضحت هذه المؤسسة، التي أرسلت تقريرها الفصلي الثالث والستين إلى الكونجرس الأمريكي، كيف تم إنفاق 144 مليار دولار لإعادة إعمار أفغانستان.
ونقلت مؤسسة سيجار عن عضو سابق في مجلس مقاطعة أفغانستان قوله "إن الانتحاريين من حركة طالبان وعائلاتهم يستخدمون المساعدات الأمريكية"، مبيناً أن حركة طالبان تتدخل في شؤون المساعدات الإنسانية، ولم يسجل إلا في فبراير من هذا العام 81 حالة لتدخل هذه الجماعة.
وفي الوقت نفسه، ذكر المعهد الأمريكي للسلام في تقرير له أن التهديدات الإرهابية ضد المصالح الأمريكية من أفغانستان وباكستان تتزايد بشكل مطرد، مؤكداً أن أفغانستان تحت سيطرة طالبان قد خلقت بيئة متنامية للجماعات الإرهابية.
وقال معهد الولايات المتحدة للسلام: "لقد برز داعش في خراسان كتهديد متزايد يمتد نطاقه خارج المنطقة الآن". ووفقا للتقرير، أصبحت حركة طالبان باكستان أيضا تشكل تهديدا أمنيا إقليميا.
وقالت مجموعة الدراسة التابعة للمعهد الأمريكي للسلام إنه من خلال دراسة الوضع في أفغانستان، توصلت إلى نتيجة مفادها أن التهديدات الإرهابية ضد الولايات المتحدة من أفغانستان زادت مقارنة بالفترة التي سبقت مغادرة الولايات المتحدة البلاد.
وبحسب فريق الدراسة التابع لهذا المعهد، فإنه على الرغم من أن السيناريو الأسوأ فيما يتعلق بإعادة بناء تنظيم القاعدة في أفغانستان لم يتحقق بعد، إلا أن هذه الشبكة تحظى بدعم طالبان وواصلت الحفاظ على علاقاتها مع هذه المجموعة. ووفقا للتقارير، طلبت القاعدة من طالبان الإذن بمهاجمة مواطنين أمريكيين وهنود.
وقال معهد السلام الأمريكي إن حركة طالبان أصبحت تمثل تحدياً كبيراً من خلال توفير ملاذ للجماعات الإرهابية وتعزيز الأيديولوجيات المتطرفة. وجاء في التقرير أن "مجموعة الدراسات العليا لمكافحة الإرهاب في أفغانستان وباكستان" طلبت من صناع السياسة الأمريكيين زيادة تركيزهم على أنشطة مكافحة الإرهاب لتقليل التهديدات.
واقترح التقرير أن تتخذ الولايات المتحدة الأمريكية خيارات سياسية لحماية مصالحها في أفغانستان وباكستان، مع الأخذ في الاعتبار المنافسة الاستراتيجية.
وفي وقت سابق، زعم المعهد الأمريكي للسلام، أن القاعدة الرئيسية لفرع داعش في خراسان بأفغانستان تقع تحت حكم حركة طالبان. وقال اسفنديار مير، كبير الخبراء في هذا المعهد، إن تنظيم داعش أظهر قدرته على مهاجمة أي مكان في العالم من خلال مهاجمة موسكو. وعلى حد قوله، فإن هجمات هذه المجموعة تظهر أن لديهم قدرة متزايدة على خلق الرعب خارج نطاق وجودهم.
هذا على الرغم من أن قادة إيران وباكستان أعربوا منذ وقت ليس ببعيد عن قلقهم بشأن وجود الجماعات الإرهابية في أفغانستان تحت إدارة طالبان من خلال نشر بيان مشترك، وقالوا في بيانهم إن هذه الجماعات تشكل تهديدا خطيرا لأمن المنطقة والعالم.
وفي وقت سابق، قالت صحيفة فايننشال تايمز أيضًا إن التاريخ يبدو أنه يعيد نفسه تمامًا، مبينة أن الجماعات الإرهابية العالمية، بما في ذلك تنظيم القاعدة وداعش، قامت ببناء ملاجئ جديدة في ملاجئها القديمة في أفغانستان.