بغداد اليوم - بغداد
اعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، اليوم الخميس (18 نيسان 2024)، وضع حكومته خطة لتحويل 40% من صادرات العراق النفطية "الخام" إلى "مشتقات"، في تصريح يستدعي الوقوف والقراءة.
ووفقا لقراءة القسم الاقتصادي والاحصائي في "بغداد اليوم"، فان العراق يصدر 3.3 مليون برميل نفط يوميًا بايرادات تبلغ اكثر من 250 مليون دولار يوميًا.
وبجعل 40% من الصادرات عبارة عن مشتقات نفطية، فهذا يعني ان العراق يجب ان يصدر مشتقات نفطية بـ100 مليون دولار يوميًا.
وبينما يبلغ سعر لتر البنزين او الكاز قرابة دولار للتر الواحد عالميًا فهذا يعني ان العراق يجب ان يصدر على الاقل 50 مليون لتر من البنزين ومثلها من الكاز، ما يعني اكثر من 100 مليون لتر يوميًا.
بالمقابل يبلغ استهلاك العراق من البنزين والكاز كمجموع 55 مليون لتر من البنزين والكاز، هذا يعني ان انتاج العراق الاجمالي من المشتقات النفطية يجب ان يبلغ اكثر من 150 مليون لتر يوميًا لكي يستهلك 55 مليون لتر، ويصدر نحو 100 مليون لتر يوميًا.
لكن الحقيقة، ان انتاج العراق الحالي من البنزين والكاز اجمالًا يبلغ اقل من 50 مليون لتر يوميًا. ووفقًا لذلك فأن العراق يتطلب ان يبني مصافي ويرفع انتاجه من المشتقات النفطية الحالية بنسبة 300%، لكي يتمكن من الوصول للهدف الذي يتكلم عنه السوداني وهو ان تكون 40% من الصادرات من المشتقات النفطية.
وينتج العراق هذه الكميات الحالية من المشتقات بتكرير اقل من مليون برميل يوميًا، فهذا يعني ان العراق يجب ان يكرر 3 ملايين برميل نفط يوميًا للوصول الى هذه الكمية من المشتقات.
وهذا يتطلب ان يكون اجمالي انتاج العراق من النفط 7 ملايين برميل يوميًا على الاقل، لكي يكون تحت يده مايقارب 4 ملايين برميل نفط يوميًا للتصدير جنبا الى جنب مع المشتقات النفطية.
ماعلاقة رفع اسعار البنزين المحسن؟
كان استهلاك العراق من البنزين المحسن عندما كان سعره 850 دينار للتر قبل عام 2020، يبلغ اقل من 3 ملايين لتر يوميًا، وبعد تخفيض السعر في 2020 الى 650 دينارا للتر الواحد، ارتفع استهلاك البنزين المحسن في العراق الى 5 ملايين لتر يوميًا.
ومع اعادة رفع سعر البنزين المحسن الى السعر السابق، تشير المؤشرات الى ان استهلاك البنزين المحسن سيعود للانخفاض، حيث سيقوم الكثير من المواطنين بالعودة الى البنزين العادي، وهذا يعني انه سيتشكل فائض في البنزين المحسن ربما تخطط الحكومة لتصديره، خصوصا مع دخول مصاف جديدة مثل مصفى كربلاء الذي ينتج بالفعل 7 ملايين لتر من البنزين المحسن.