كتب أ . د . ضياءُ واجدْ المهندسُ
عندما ذهبَ أبو خاچية لحجِ بيتِ اللهِ الحرامِ تركَ ابنهُ (سرحانْ) بدلاً عنهُ في حلِ المشاكلِ والنزاعاتِ العشائريةِ التي تردُ إليهمْ في مضيفهمْ لكونٍ (أبو خاچية) كانَ شيخُ العشيرةِ . . كانَ (سرحانْ) خريجُ كليةِ الآدابِ/ علمُ الاجتماعِ، وكانتْ أفكارهُ تعارضُ التوجهاتُ العشائريةُ، بلْ كانَ ميالٌ إلى الحلِ القانونيِ والتدخلِ الحكوميِ . . في اليومِ الأولَ لجلوسٍ (سرحانْ) في المضيفِ، توافدَ العشراتُ منْ أصحابِ القضايا العشائريةِ، وكانَ (سرحانْ) بينَ الحينِ والآخرِ يذهبُ إلى غرفتهِ ليخرجَ ربابتهُ المعلقةَ على الجدارِ، ويبدأَ بالعزفِ البدويِ ليفرجَ عنْ نفسهِ ضغوطَ المشاكلِ التي لا يقتنعُ بها . . في اليومِ التالي، جاءَ مجموعٌ منْ الرجالِ إلى المضيفِ يطلبونَ تدخلٌ (الشيخُ سرحانْ) في (مشاجرةٌ داميةٌ)، وقدْ اشتدَ الخلافُ والكلامُ داخلَ المضيفِ حتى ضاقتْ نفسُ الشيخِ الذي استأذنَ ليغادرَ المضيفَ بعضُ الوقتِ . . وكالعادةِ، ذهبَ سرحانْ لغرفتهِ لينتزع ربابتهُ ويعزفُ موسيقاهُ التي لا تطربُ إلا سرحانْ . . عندما تأخرَ سرحانْ كثيرا ، خرجَ أحدُ الرجالِ منْ المضيفِ إلى الدارِ صائحا: عمي خاچية ، ، كلُ زلمة بالمضيفِ حايرْ بصوابهِ ، وعدنهُ ألفَ طلابهُ وطلابهُ ، والشيخُ حايرْ بالربابةِ . . شلونْ ؟ ؟ ؟ ! ! ! ! نعوفْ الطلابة ، ، ونلتهي بالربابةِ ! ! ! ! هذهِ أشبهَ ب تراجيديا نقابةً الأكاديميينَ ، ، فمنذُ عقدينِ منْ الزمنِ سعينا لإنشاءٍ ( نقابةُ النخبةِ ) أوْ كما يقولُ البعضُ (نخبةُ النقاباتِ )،
لكونِ الأكاديميينَ يشغلونَ كلُ المهنِ ويتميزونَ بحصولهمْ على مؤهلاتٍ عاليةٍ منْ الشهاداتِ والتدريبِ . . ولأنَ حراكنا القويَ كانَ مصدرُ إزعاجٍ لبعضِ الأحزابِ، الأمرُ الذي دفعها للتحركِ على نفسِ المسارِ ، مما جعلَ إمكانيةَ إنشاءِ نقابةٍ مستقلةٍ منذُ البدايةِ أمرا صعبا للغايةِ . . لقدْ أثمرَ المؤتمرُ التأسيسيُ على فوزِ النقيبِ المدعومِ منْ حزبٍ إسلاميٍ شيعيٍ والنائبِ منْ حزبٍ إسلاميٍ سنيٍ، وتشكلَ مجلسَ النقابةِ منْ مجموعةٍ منْ المشمولينَ بالمسألةِ والعدالةِ وبعضِ منْ المحالينَ على قضايا النزاهةِ وآخرينَ على قانونٍ (4 إرهابٌ) . . مهما يكنْ ، ، فإنَ قيادةَ النقابةِ قامتْ بتهميشِ كلِ الجهودِ الخيرةِ والشخصياتِ الأكاديميةِ المؤثرةِ لتحولِ النقابةِ إلى دكانٍ استثماريٍ ، وبدلَ أنْ تهتمَ لقضايا الأكاديميينَ وتوفيرِ الغطاءِ القانونيِ للمطالبِ الأكاديميةِ ، كانتْ ترتبَ الاستدامةَ بقائها على قاعدةٍ (يفصلَ قاطْ على دكمة) كنا . . نتلقى عشراتُ الرسائلِ أسبوعيا منْ الأساتذةِ تتعلقُ بمشاكلَ التدريسيينِ والخروقاتِ في وزارةِ التعليمِ العالي.
كنا . . قدْ دخلنا في خلافاتٍ حادةٍ معَ قياداتِ الحكومةِ ومجلسِ النوابِ ووزارةِ التعليمِ العالي لقضايا مهمةٍ تخصُ التعليمَ والأكاديميينَ وسببتْ لنا مشاكلُ قانونيةٌ وعشائريةٌ . .
كنا . . قدْ وضعنا معَ جهودِ خيرةِ استراتيجيةٍ لكلِ الأكاديميينَ بما فيهمْ منْ هوَ خارجَ وزارةِ التعليمِ العالي والتي شملتْ كلَ التدريسيينِ والباحثينَ في قطاعاتِ الدولةِ ممنْ يعملونَ في التدريسِ والبحثِ العلميِ والذينَ يحملونَ شهاداتٌ جامعيةٌ عليا . . كنا . . قدْ أكدنا على أنَ الأكاديميينَ لا يفقدونَ صفتهمْ بعدَ التقاعدِ ، وانْ منْ الضروريِ احتوائهمْ في مستوعباتٍ بحثيةٍ واستشاريةٍ والتي يجبُ أنْ تعتمدها النقابةُ . . لكنْ ، ، في الوقتِ الذي سعينا معَ الجهودِ الخيرةِ لذلكَ ، كانَ منْ يقودُ النقابةَ يعزفُ بنشازٍ على ألفِ ربابةٍ . . . وللتاريخِ . . فإنَ الهيئةَ الوطنيةَ العليا للمسألةِ والعدالةِ غطتْ على النقيبِ وبعضِ الأعضاءِ المشمولينَ بالاجتثاثِ ، وتحاولَ استدامةُ بقائهمْ والتغطيةُ عليهمْ ولأسبابٍ مريبةٍ وتثيرُ الشبهاتُ ! ! ! ! كما أنَ وزارةَ التعليمِ العالي وكليةُ التربيةِ الرياضيةِ في جامعةِ بغدادَ غطتْ على ترقينَ قيدُ النقيبِ أثناءَ الماجستير بسببِ الغشِ . . لقدْ دفعنا إلى الكتابةِ على ما يجري منْ النقابةِ هوَ الطلباتُ الكثيرةُ منْ عديدٍ منْ الأكاديميينَ لتغييرِ قيادةِ النقابةِ وتوجهاتها . . اللهمَ أرشدنا إلى طريقِ الصوابِ . . وافتحْ لنا بالحقِ كلَ الأبوابِ . .
البروفيسور د . ضياءُ واجدْ المهندسُ
مجلسُ الخبراءِ العراقيِ