بغداد اليوم - ديالى
قبل أيام نجا مراهق من محاولة انتحار داخل منزله قرب بعقوبة بعد ان نجح والداه بإنقاذه في اللحظات الاخيرة، لكنهما التزما الصمت حيال الحادثة خوفا من تنمر المجتمع وان تتحول هذه المحاولة الى علامة فارقة في حياته قد تؤثر على حياته بشكل عام.
ابراهيم عبدالله قريب الاسرة قال في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "المجتمع قاسٍ جدا مع من يحاول الانتحار ويعتبرونه يعاني من عاهة عقلية دون ادراك بان الموضوع يمكن ان يحدث لاي شخص مهما كانت رجاحة عقلة لظروف قاهرة تدفع الى خيارات مؤلمة".
واضاف، ان "جميع الاسر التي يفشل أبناؤها في الانتحار وخاصة اذا كن فتيات يجري التكتم على الامر لتفادي قسوة المجتمع بالمقام الاول، وهذا خطأ لانه الى الان لانفهم حقيقة واسباب محاولات الانتحار وبالتالي يمكن انقاذ بعضهم من خلال العلاج النفسي".
اما مدير مفوضية حقوق الانسان في ديالى صلاح مهدي اكد في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "معدل انتحار القاصرين اي من هم دون سن الـ18 ومنهم المراهقين ارتفع بنسبة 15% في السنوات الاخيرة".
واضاف، انه "من خلال الرصد تبين بان اغلب حالات الانتحار هي بسبب ضغط الدراسة وعدم تحقيق نسب نجاح عالية يرافقها تعنيف الاهل، الذي يقود الى نهاية مؤلمة وقاسية".
واشار الى "ضرورة الانتباه الى اعمار المراهقين والانتباه الى وضعهم النفسي وعدم الضغط عليهم بشكل قاس من خلال الكلام لتحقيق نسب عالية للنجاح بالاضافة الى ضرورة ابعادهم عن المواقع والمنصات التي تسهل الانتحار وتعطي مفاهيم خاطئة عن الحياة".
وبحسب احصائية نشرتها منظمة الهجرة الدولية، فأن عام 2022 شهد محاولات انتحار بلغت 1028 محاولة في العراق، اما حالات الانتحار الفعلي التي انتهت بالموت فبلغت اكثر من 500 حالة.
وتسيطر النساء على "محاولات الانتحار الفاشلة"، حيث ان 71% من محاولات الانتحار الفاشلة نفذتها نساء، و29% فقط من المحاولات الفاشلة نفذها رجال، اما الانتحار الفعلي فكانت النسبة الاكبر فيها للرجال وبلغت 56%، مقابلة 44% للنساء.