بغداد اليوم - ترجمة
يشتهر الفنان والنحات العراقي المولد إياد القره غولي بمنحوتاته البرونزية، حيث يوجد 44 منها الآن في الأماكن العامة في جميع أنحاء أستراليا وكذلك في الصين وكوريا الجنوبية.
وقال إياد القره غولي، النحات الحائز على العديد من الجوائز، إن ما ميز أعماله هو الشكل "النحيف" للشخصيات المصورة، وأن العديد منها بدا وكأنها "تطير" لترمز إلى الحرية، بحسبما نقلت عنه SBS عربي 24.
وأضاف: "لقد تم وضع أعمالي في الأماكن العامة لما تحتويه من جمال غني وقيم إنسانية، وخاصة الحرية".
حتى الآن، لديه أربعة منحوتات في سيدني، واثنتان في كانبيرا، وواحدة في ملبورن و37 في بيرث.
الفنان، الذي فاز بجائزة المتعلم المتميز - المتعلم الجديد المهاجر لعام 2007 وجائزة الوجوه الجديدة للفنون الجميلة لعام 2008، لديه أيضًا منحوتات في الصين وكوريا الجنوبية.
وقال إن الأغلبية أقيمت عمدا على واجهات الشاطئ بسبب ارتباطه بالمياه، مبينا انه "عندما كنت في العراق، عشت بالقرب من نهر دجلة، كان منزلي على بعد 50 متراً فقط من النهر، وعندما وصلت إلى أستراليا، أصررت على ذلك، حيث لا أزال أعيش بالقرب من المياه".
هاجر إلى أستراليا عبر الأردن قادماً من العراق عام 2005، بعد أن درس النحت في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وقال إنه واصل دراسته في جامعة كيرتن في بيرث للتعرف على تاريخ الفن الأسترالي".
وقال "ذاكرتي تحمل الكثير من الملاحظات منذ طفولتي وحتى موطني الجديد في أستراليا، بعض الأشياء حزينة وبعض الأشياء سعيدة ولكن كلها تنتهي بالسلام".
"في الماضي، كانت أعمالي الفنية تعني الحزن، وفي الحاضر تعني السلام".
قال إن أحد أكثر المشاهد التي أثرت في أيامه الأولى في بيرث هو رؤية عاشقين يقبلان بعضهما البعض على شاطئ كوتيسلو.
واوضح إن مصدر إلهامه لأول مرة ليصبح فنانًا كان بعد العثور على الخزف القديم في المنطقة السومرية بجنوب العراق بالقرب من مسقط رأسه في مدينة أور.
واشار الى انه: "عندما كنت في السابعة من عمري، ذهبت إلى المنطقة مع ابن عمي للعب كرة القدم، لكنني أصبحت أكثر اهتماما بالخط والأشكال الموجودة على الألواح والسيراميك في مدينة لكش القديمة".
وقال إنه منبهر بكيفية بقاء القطع الأثرية على قيد الحياة لما يقرب من 3000 عام، وعقد العزم على أن يبتكر يومًا ما فنه الخاص من البرونز الذي "سيستمر إلى الأبد".
وبين إنه تبنى فكرة الشكل البشري البسيط الذي لاحظه باعتباره محورًا لرسومات الكهوف والمنحوتات والمنحوتات اللاحقة التي رآها في السومرية.
وقال النحات إنه أعطى أيضًا أسماء عربية لأعماله لأن ذلك يمنح "هوية، معتبرا ان “اللغة العربية لغة حلوة وشاعرية وجميلة جداً، وبالتالي تعطي مجالاً للتسمية التي لا تسمح بها اللغة الإنجليزية”.
وقال القره غولي إن عمله مستوحى من ثقافته العراقية والعربية، مشيرا الى ان "كل أعمالي تعبر عن ثقافتي وجذوري، لأنه من المهم للفنان أن يتمسك بجذوره”.
وأشار القرهغولي إلى أن جزءا كبيرا من نجاحه يعود إلى أن أستراليا بلد التعددية الثقافية، وأنها تتقبل الآخرين، وأن المجتمع هنا "يحتفل بالثقافات الجديدة".
المصدر: SBS عربي 24.