بغداد اليوم - متابعة
منذ إعلان كتائب حزب الله العراقية، الثلاثاء الماضي (30 كانون الثاني 2024)، وقف هجماتها على القواعد العسكرية الأمريكية أو التابعة للتحالف الدولي سواء في العراق أو سوريا وغيرهما بالمنطقة، والتساؤلات لم تتوقف حول الأسباب.
وعلى الرغم من أن العديد من المحللين رأوا في هذا التجميد لهجماتها استباقاً لضربات أميركية مقبلة، أكد البيت الأبيض سابقاً أنه سينفذها للرد على الهجوم الذي طال البرج 22 في الأردن، وأدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين، إلا أن بعض المعلومات الجديدة تكشفت.
فقد أوضح عدة مسؤولين عراقيين وإيرانيين مقربين من الحكومتين في البلدين، أن مفاوضات مكثفة جرت في الأيام الأخيرة بهدف دفع حزب الله إلى وقف هجماته.
تحركات السوداني
ولفت كبار المستشارين في الحكومة العراقية، إلى أن رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، بدأ الضغط من أجل وقف الاعتداءات قبل عدة أسابيع حتى في مسعى منه من أجل إطلاق مفاوضات حول جدول الانسحاب النهائي للقوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي من البلاد.
لكن الجانب الأميركي لم يرغب حينها في التفاوض وهو تحت نار الهجمات التي تشنها الفصائل العراقية المسلحة، وفق ما أكد مسؤولون عراقيون وأمريكيون لصحيفة "نيويورك تايمز".
لكن في نهاية المطاف، وافقت الولايات المتحدة على بدء المحادثات من دون ضمانة بتوقف الهجمات، ولكن مع ضغط الحكومة بقوة وبشكل واضح على تلك الفصائل التي انضوت منذ أشهر تحت مسمى أو محور "المقاومة الإسلامية في العراق".
غير أن كتائب حزب الله والجماعات الأخرى تجاهلت على ما يبدو طلب بغداد.
لكن بمجرد أن أدى الهجوم الذي وقع في الأردن يوم الأحد الماضي، إلى مقتل أميركيين، طالب السوداني كتائب حزب الله بالتوقف في الحال.
كلمة سر إيرانية؟!
وحسب ما كشف مسؤول عسكري استراتيجي في الحرس الثوري يعمل بشكل وثيق مع تلك الفصائل العراقية ان السوداني تواصل مباشرة مع الإيرانيين.
وقدم السوداني حجة مقنعة على ما يبدو لطهران، مفادها أن الهجوم على القاعدة الأمريكية عند الحدود الأردنية وجه ضربة قاضية لمساعيه انهاء الوجود الأميركي في البلاد، وهو هدف تؤيده وتريده إيران أكثر من أي وقت مضى، وفق ما أكد المصدر الإيراني عينه، وأيده مسؤول عراقي كبير أيضا.
بدوره، ألمح رسم المتحدث باسم الحكومة العراقية، هشام الركابي، إلى معلومات مشابهة.
إذ أوضح أن "قرار كتائب حزب الله جاء نتيجة لتحركات السوداني والمباحثات التي أجراها داخليا وخارجياً من أجل منع التصعيد، وضمان استكمال مفاوضات انسحاب القوات الأميركية بسلاسة من البلاد".
وشارك في المفاوضات مسؤولون كبار في حكومة السوداني المقربين من إيران، وفقًا لمسؤولين عراقيين وإيرانيين قريبين من قادة حكومتيهما.
المالكي والعامري والخزعلي
كما شارك أيضاً رئيس الوزراء السابق نوري المالكي إضافة الى قيس الخزعلي (أمين عام حركة عصائب أهل الحق) وهادي العامري (الأمين العام لمنظمة بدر).
أما من الجانب الإيراني فشارك إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري، والذي يعمل عن كثب مع الفصائل المنضوية ضمن ما يعرف بـ "المقاومة الإسلامية في العراق".
يذكر أن إعلان كتائب حزب الله وقف هجماتها جاء يوم الثلاثاء الماضي، بعد أن توعدت الإدارة الأمريكية بالرد بقوة على هجوم الأردن الذي أدى إلى مقتل 3 جنود أمريكيين وإصابة نحو 40، لافتة إلى أن هذا الرد قد يطال قواعد إيرانية في المنطقة أيضاً.
ومنذ 17 أكتوبر/ تشرين الاول الماضي، تعرضت القواعد العسكرية التي تضم قوات أمريكية في العراق وسوريا لأكثر من 60 هجوماً، فيما نفذت القوات الأمريكية أكثر من ضربة في البلدين على مقرات تلك المجموعات المسلحة، متوعدة بالمزيد إذا استمرت الهجمات.
بينما دأبت بغداد على التحذير من توسع الصراع في المنطقة جراء الحرب التي تفجرت في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، وتحركت إثرها عدة جبهات بدءا من لبنان حيث حزب الله، مرورا بسوريا والعراق، وصولا إلى اليمن حيث شنت جماعة الحوثي المدعومة إيرانيا أيضا عشرات الهجمات على سفن الشحن في البحر الأحمر.
المصدر: العربية