بغداد اليوم - متابعة
قدمت في العاصمة روما، اليوم الخميس (21 كانون الاول 2023)، رواية برونو سكابيني الدبلوماسي المخضرم والسفير السابق في أرمينيا بحضور سفيرة فلسطين في روما عبير عودة، ومشاركة نخبة من الكتاب والناقدين ومسؤول العلاقات الدولية في جمعية الصداقة الإيطالية العربية طلال خريس.
الرواية، مثل الروايات الأخرى التي نشرها برونو سكابيني، من نوع الخيال السياسي، وهذا يعني أن المؤلف يختار الحبكة الخيالية ولكن يتم إدراجها في سياق مراجع تاريخية وسياسية وجغرافية واجتماعية حقيقية.
ولذلك يتم تشكيل الحبكة كذريعة يجد من خلالها الكاتب الدافع للتنديد بمشكلة لا تزال دون حل أو تثير مخاوف جدية على المستوى السياسي الدولي لخطورة معالمها.
هدف المؤلف في هذه الرواية هو إدانة الظروف الخطيرة للغاية التي لا يزال الشعب الفلسطيني يعيشها حتى اليوم، وإن مسألة الدولة التي لم يتم حلها والتي يجب توقعها والاعتراف بها تظل في الواقع سببًا محتملاً لحرب إقليمية يمكن أن تكون مدمرة لجميع دول المنطقة.
في تطور الحبكة - التي تم تصورها كنوع من قصة للتجسس - من الجدير بالملاحظة أن بعض العناصر لها أهمية خاصة.
بداية، تتجلى مأساة الشعب الفلسطيني الذي أُجبر على العيش في ظروف من انعدام الحرية، حيث يخضع لنظام إداري لا يتوافق مع مبادئ الديمقراطية الحقيقية.
ثانياً، يتضح من الحوارات بين الشخصيات أن التعنت الإسرائيلي هو السبب الجذري لعدم التوصل إلى حل، ويبدو أن الإدارة الأميركية لاحظت ذلك في الرواية، وهو ما يؤمل أن يحدث في الواقع السياسي اليوم.
ثالثا، نلاحظ كيف أن أمل المؤلف يهدف إلى ضمان إمكانية مراجعة الموقف الأمريكي تجاه إسرائيل - الداعم تقليديا لقضية تل أبيب - وأن تبدأ واشنطن في الابتعاد عن إسرائيل، بهذه الطريقة فقط – كما يظهر في الرواية – يمكن خلق الظروف الأكثر ملاءمة لإقناع إسرائيل بتغيير موقفها.
فيما يتعلق بالحوار السياسي (موقف الولايات المتحدة الأمريكية)، قد تكون الفصول في الصفحات 104 و 138 ذات أهمية خاصة.
سفيرة فلسطين فى إيطاليا: العالم الغربي يقتل الفلسطينيين بدم بارد
خلال اللقاء، القت السفيرة الفلسطينية عبير عودة كلمة أثارت إعجاب الحاضرين استعرضت خلالها ظلم المجتمع الدولى للشعب الفلسطينى لأكثر من خمسة وسبعين عاما وتساءلت: "إذا كان القانون الدولى يعطى الحق للدول الواقعة تحت الإحتلال بالدفاع عن نفسها كيف لدول العالم المتحضر ومنها دول اوربية وغربية كثيرة تمنع الفلسطينيين من هذا الحق بل وتزيد فى طغيانها وتعطى الحق لدولة غاصبة ان تدافع عن الظلم الذى اقترفته فى حق الشعب الفلسطيني".
واضافت عودة مستغربة: "القانون الدولى يطبق فى أوكرانيا ضد روسيا على حسب هوى هذه الدول وفى فلسطين لا يطبق لانه لايوافق هوى هذه الدول وتساءلت ,مالكم كيف تحكمون"، وسط عاصفة من التصفيق الحاد على وضوح كلمتها التى وصفها المتابعون بالشجاعة والموضوعية .
سكابيني: إسرائيل لا تريد دولة فلسطينية
فى نفس السياق أكد السفير برونو سكابينى مؤلف الكتاب أن "إسرائيل لاتريد إقامة دولة فلسطينية على الإطلاق" مستشهدا باعتراف أحد الحاخامات له أن (الإسرائيليين يظلمون الفلسطينيين هذا حق ولكن هذه هى الأرض الموعودة التى وعدنا بها الرب) ,سكابيني القى باللوم على الولايات المتحدة الامريكية ووصفها بالشريك الداعم لإسرائيل فيما يحدث .
مسؤول العلاقات الدولية في جمعية الصداقة الإيطالية العربية طلال خريس تحدث عن تدني المهنة الصحافية في العديد من الدول العربية والخضوع الى المنطق المفروض عليهم من أدارة التحرير المسيسة: "أنهم مهددون بفقد وظائفهم فى وسائل الإعلام الإيطالية إذا ما تجرأوا ذات مرة ونشروا الحقيقة، في الحرب على غزة لن يسمح رؤساء التحرير لهم بنقل الحقيقة ولابد وأن يقوموا بإتباع سيناريوهات مكتوبة لهم أثناء عملهم للتقارير الإخبارية فى الأراضي الفلسطينية المحتلة".
خريس اعرب عن مرارته جراء ما يحدث فى إيطاليا مؤخرا من تضليل متعمد للرأى العام الإيطالي ,لكنه أكد أن "الإيطاليين شعب ذكى ويفهم الحقائق بطرقه الخاصة".
ريتسو: الأحزاب الإيطالية أصبحت أبشع من صالات الإستربتيز
فى نفس السياق أكد السياسي الإيطالي ماركو ريتسو أن "الأحزاب الإيطالية جميعها دون إستثناء فقدت مصداقيتها لدى المواطن الإيطالي", وان "عدد القتلى وضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة الذى لم يتعدى ثلاثة اشهر فاق عدد القتلى بمراحل كبيرة فى الحرب الروسية الأوكرانية التى امتدت إلى أكثر من عامين"، وتساءل: "ماذا لوكان عدد الضحايا العكس (يقصد يكونون من الإسرائيليين) كيف سيكون موقف المجتمع الدولى المخزى المخجل"، مترحما على حقبة السياسيين الإيطاليين القدامى ككراكسي واندريوتى الرجال الحقيقيون الذين إستطاعوا أن يقولوا للولايات المتحدة المريكية ….لا، وقدم جل أسفه للشعب الفلسطينى على موقف حكومة ميلونى وموقف الأحزاب الإيطالية اليمينية واليسارية.
واضاف: "الديمقراطية لدى الغرب عندما يفوز المرشح الذى يريدونه مقبولة وعندما يفوز ما لا يرغبونه فهي ديمقراطية غير مقبولة ويتم وصفها أوصاف أخرى".
مارينو بيوندى: الكتاب فضح سياسات الولايات المتحدة
الناقد الأدبي الكبير مارينو بيوندى قال إن "الكتاب صدر منذ ثلاث سنوات لكنه كان يحمل نظرة مستقبلية نعيشها الآن"، واكد على ان "العمل هو دراما أدبية تأرخية ناقدة للوضع الدولى وناقدة للسياسات الأمريكية التى استباحت كل شىء من اجل تحقيق حلم إسرائيل"، وأشاد بيوندى بالدبلوماسية التى إتبعها مؤلف الكتاب فى سرده والرمزية التى ترجمت عمله إلى شكل ادبي رفيع قلما نجده لدى الأدباء العالميين.
سكابيني: الدبلوماسية العالمية اليوم أصبحت سوق رخيص
وفى نهاية الأمسية صرح برونو سكابيني مؤلف الكتاب أن "الدبلوماسية العالمية أصبحت سوقا رخيصا لتسويق الكذب والخداع وتضليل الشعوب ويتوجب على المجتمع الدولى العودة إلى إنسانيته وإلا فستكون النتائج كارثية على الجميع شرقا وغربا".