بغداد اليوم - بغداد
بعد عقد من الزمن على إجرائها، شهدت انتخابات مجالس المحافظات، 4 افرازات مميزة لم تحصل في السابق على الصعيدين الأمني والسياسي، إذ أكد عضو مجلس النواب سالم العنبكي، نجاح العراق في إدارة "العرس الانتخابي" مستشهداً بغياب التزوير والرافضين للنتائج والخروقات الأمنية، فيما لفت إلى قبول القوى المشاركة بالنتائج رغم وجود شكاوى.
وقال العنبكي في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "تحديات العراق الأمنية والسياسية والاقتصادية متعددة، وهي تضغط بقوة في الحراك الانتخابي في كل دورة"، مبينا أن "هناك من يحاول استغلال اي أزمة في البعد الانتخابي وجذب الأصوات، لكن بالمقابل هناك من يتربص بها بسبب افكاره المتطرفة لاستهداف الناخبين والأمثلة في الدورات السابقة كثيرة".
وأضاف، أن "الانتخابات المحلية التي أجريت خلال الأسبوع الجاري، لم تسجل اي خرق أمني بالإضافة الى عدم وجود اي اتهامات بالتزوير أو رفض للنتائج، يرافقها قبول القوى المشاركة بالنتائج رغم وجود شكاوى لدى بعضها لكنها لم تصل الى شكاوى حمراء".
واشار عضو مجلس النواب الى، أن "العراق نجح في إدارة العرس الانتخابي بعد تجاوزه التحديات الأمنية والسياسية التي سبقتها"، مستدركا، "لكن الموضوع يحتاج الى بعد نظر من خلال الإسراع في تشكيل الحكومات المحلية وفق إرادة قوية تسهم في الاستجابة الحقيقية لهموم المواطنين؛ لأن العامل الأبرز في العزوف والذي وصل الى 60% على مستوى البلاد يأتي من فقدان الثقة والفساد والتراكمات خلال السنوات الماضية".
وأُعلنت مساء الثلاثاء نتائج الانتخابات المحلية في العراق التي أجريت الاثنين (18 كانون الأول 2023) وهذه الانتخابات الثالثة من نوعها في العراق منذ الاحتلال الأميركي عام 2003.
وأظهرت بيانات أولية قدمها رئيس وأعضاء المفوضية العليا للانتخابات، عمر أحمد، خلال مؤتمر صحافي في بغداد، في الساعة السابعة من مساء الثلاثاء، أن القوى والأحزاب الرئيسية في البلاد حصلت على الغالبية في مقاعد مجالس المحافظات، بفارق عدد المقاعد التي حققها كل حزب وائتلاف سياسي.
وأعلن رئيس مجلس المفوضين، عمر أحمد، في المؤتمر الصحافي، أن "النتائج المعلنة تشكل 94.4% من النتائج الكلية"، مؤكداً أن المفوضية نجحت في تنفيذ الاستحقاق الدستوري بإجراء انتخابات مجالس المحافظات.
وتتولى المجالس المحلية المنتخبة في العراق مسؤوليات تتمثل باختيار المحافظ ومسؤولي المحافظة التنفيذيين، وتمتلك صلاحيات الإقالة والتعيين، بالإضافة إلى إقرار خطة المشاريع وفقاً للموازنة المالية المخصصة للمحافظة من الحكومة المركزية في بغداد، وفقاً لأحكام الدستور العراقي.
النتائج الأولية
وحقق حزب "تقدم" بقيادة رئيس البرلمان السابق، محمد الحلبوسي، المرتبة الأولى في بغداد، يتبعه ائتلاف "نبني" بزعامة هادي العامري، ومن ثم حزب "دولة القانون" بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، تلتها قوى بارزة مثل "السيادة"، و"عزم"، و"نبني".
في مدينة كركوك، شهدت الأحزاب العربية والتركمانية تقدماً واضحاً على القوى الكردية، ما يجعل عملية اختيار محافظ لهذه المدينة الغنية بالنفط أمراً معقداً للغاية، خصوصاً إذا لم يجرِ التوصل إلى تحالف كبير داخل مجلس المحافظة لتحديد المناصب الرئيسية.
وفي محافظة البصرة جنوبيّ العراق، حقق تحالف "تصميم"، الذي يتزعمه المحافظ الحالي أسعد العيداني، المرتبة الأولى. وفي محافظة ذي قار، حقق تحالف "نبني" المرتبة الأولى، وفي محافظة ميسان حقق التحالف نفسه المرتبة الأولى. بينما حقق تحالف "دولة القانون"، برئاسة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، المرتبة الأولى في محافظة المثنى.
في الجهة الشمالية من العراق، حقق حزب "الجماهير" المرتبة الأولى في محافظة صلاح الدين، تلاه حزب "تقدم". في محافظة نينوى، حقق تحالف "نينوى لأهلها" المرتبة الأولى، تلاه الحزب الديمقراطي الكردستاني بالمرتبة الثانية.
أبرز الخاسرين في الانتخابات المحلية في العراق
ضمنت قائمة الخاسرين تحالف "الأساس" الذي يتزعمه رئيس مجلس النواب بالإنابة محسن المندلاوي، وتحالف "قيم" الذي يضم الشيوعيين ومجموعة من المدنيين والشباب الجدد الذين نشأوا عن ساحات الاحتجاجات، بالإضافة إلى تحالف "بابليون" برئاسة ريان الكلداني، وتحالف "الرئاسة" بقيادة السياسي والباحث ليث شبر.