بغداد اليوم - بغداد
تسلط ظاهرة اطلاق العيارات النارية في الهواء "الرمي العشوائي"، الضوء على نشأة اجتماعية تحمل في طياتها "نزعة العنف" المتجذرة في الشخصية العراقية، لتأثرها بالحروب والنزاعات التي يشهدها البلد بين فترة واخرى منذ عصوره الاولى، ولا سيما العقود الاخيرة، بحسب اجتماعيين.
من هذا المنطلق، اقامت منظمة التجديد للتطوير المجتمعي، مع مجموعة ناشطين أكاديميين، حملات ميدانية "تثقيفية" للحد من ظاهرة "الرمي العشوائي"، وإظهار آثاره "الخطيرة" على الفرد والمجتمع.وتحدث الناشط علي عباس من المنظمة لـ"بغداد اليوم" اثناء حملتهم في منطقة الأمين بحي ريه وسكينه شرق العاصمة بغداد، قائلاً: "منذ سنوات خلت، ونحن ننظم حملات التثقيف للمواطنين البسطاء تجاه ظاهرة "الرمي العشوائي"، حيث يتم توزيع البروشورات والحديث مع المواطنين حول ضرورة نبذ الظاهرة التي تتجدد بالمناسبات العشائرية وفوز المنتخب الوطني، وغيرها".
واضاف، ان "حملة منظمة التجديد للتطوير المجتمعي مع عدد من المتطوعين، تركز على نشر الوعي بين المواطنين، خاصة في المناطق التي تستفحل فيها الظاهرة، مع ابراز سلبياتها للإعلام لكي يسلط الضوء معنا لتنبيه من تقع عليه المسؤولية، الا وهي الحكومة العراقية، لحضها على تطبيق القانون على الجميع، بدون استثناء، لتسبب الظاهرة حتى بـ"القتل" بين صفوف المدنيين"، معترفاً بـ"صعوبة تخطيها في الوقت الحالي"، مبيناً انها "تحتاج لعقود من الزمن لإزالتها، وهو هدفنا الاكبر من الحملة".اما الاكاديمية والناشطة وجدان عبد الأمير، وخلال حديثها لـ"بغداد اليوم"، بينت "دعمها مبادرة الشباب في مناهضة ظاهرة "لرمي العشوائي" والاستمرار حتى التخلص منها، كونها من "اسوء" المظاهر السلبية في المجتمع العراقي بل كارثة مجتمعية، خلفت قتلى ومعاقين مدنيين".واكدت ايضاً ان "المسؤولية اولاً واخيراً، تقع على عاتق الجهات الامنية، وفي صدارتها وزارة الداخلية، التي تمنح الحق للكثير بامتلاك السلاح دون ضابط حقيقي، سواء رجال العشائر او جهات حزبية معينة، وبأعداد كبيرة، مما سمح لهؤلاء باستخدام السلاح بغير وجه حق في كل وقت سواء بالمشاجرات او حتى بالافراح والمآتم".
داعيةً "الاعلام لدعم هذه المبادرة، والضغط على الجهات الرسمية اولا لتحديد وتضييق منح اجازات امتلاك السلاح، وثانيا لسحب السلاح غير القانوني، او الذي سلم قانونا ويتم استخدامه بغير وجه حق".
ولطالما نوهت تقارير إعلامية الى خطورة الظاهرة التي استشرت في المجتمع العراقي رغم وجود قوات امنية "مليونية"، الا ان الرمي العشوائي وبكل مناسبة يظهر دون قيد او رادع حقيقي، يمنع حائز السلاح من اطلاق العيارات النارية "القاتلة" في الهواء، للتنفيس عن غضبه وشعوره بالنقص، وفق مختصين.