بغداد اليوم - بغداد
تكتسب انتخابات مجالس المحافظات القادمة، اهمية كبرى لأسباب عديدة ومتنوعة، فتارة من كونها اول انتخابات ستعقد منذ 10 سنوات، وكذلك انها اول انتخابات ستأتي بعد انتخابات اكتوبر 2021 الاستثنائية، والتي جاءت بنتائج صادمة لجميع الكتل السياسية، فيما تكتسب بالاضافة الى هذا الامر، اهمية كبرى لمحافظة كركوك لكونها لم تشهد انتخابات مجالس المحافظات منذ عام 2005، بالاضافة الى كونها مهمة للجانب الكردي لاستعادة نفوذه هناك بعد ان فقده في العملية العسكرية التي شنتها بغداد عام 2017.
ويبدو أن الكتل الكردية المختلفة قد أدركت جيدًا أهمية وضرورة "تهدئة الصراع" بينها مع اقتراب انتخابات مجالس المحافظات، حيث يعم الهدوء واختفاء الاتهامات بين الاحزاب الكردية ولاسيما الحزبين الحاكمين الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني.
ويؤكد السياسي الكردي لطيف الشيخ، اليوم الإثنين (13 تشرين الثاني 2023)، أن الأحزاب الكردية إذا لم تتوحد في كركوك فستفقد منصب محافظ كركوك.
وقال الشيخ في حديث لـ"بغداد اليوم" إن "الكرد يشكلون الأغلبية السكانية والسياسية من خلال النتائج السابقة للانتخابات التي أجريت في المحافظة، سواء انتخابات مجالس المحافظات أو الانتخابات البرلمانية".
وأضاف أن "الحزبين الكرديين إذا لم يتوحدوا فيما بينهم ويشكلوا كتلة موحدة في مجلس محافظة كركوك فسيفقدوا المنصب لصالح المكون العربي".
وأشار إلى أن "الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني وحتى معهم الجيل الجديد يجب أن يشكلوا تحالفا بعد الانتخابات في كركوك مباشرة لتشكيل الأغلبية التي تمكنهم من تشكيل الحكومة المحلية، وإلا فأن وضع الكرد سيتعقد في كركوك أكثر مما هو حاليا".
وستكون محافظة كركوك حاضرة ضمن المحافظات التي ستجري فيها الانتخابات يوم 18 من كانون الأول المقبل، والتي لم تجر فيها أي انتخابات محلية منذ عام 2005 بسبب المشاكل السياسية بين مكونات المحافظة التي تضم خليطا من العرب والتركمان والأكراد وأقليات أخرى.
ومنذ الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، سيطرت قوات البيشمركة على مركز مدينة كركوك، إلا أن علميات فرض القانون -التي شنتها حكومة رئيس الوزراء العراقي الأسبق حيدر العبادي في تشرين الأول 2017 بعد الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان عن العراق، حولت السيطرة الأمنية في المحافظة لقوات الجيش العراقي مع انسحاب قوات البيشمركة من مركز المدينة.
وفي الانتخابات البرلمانية السابقة، حصل الكرد على 6 مقاعد في كركوك والعرب على 4 مقاعد والتركمان على مقعدين، وتصدر الاتحاد الوطني الكردستاني القائمة بالحصول على 4 مقاعد، والديمقراطي الكردستاني على مقعدين، مقابل 4 مقاعد متوزعة على الاحزاب والكتل العربية.