بغداد اليوم - بغداد
جنبا الى جنب، مع تصاعد عمليات "الابادة" في غزة، والعمليات العسكرية ضد بعض المواقع في العراق واليمن ولبنان وسوريا، يتصاعد بالمقابل الدور والامتعاض الشعبي على صعيد الوطن العربي والدول الاسلامية، حتى تكاد الحكومات العربية "تعجز" عن ضبط ايقاع وغضب شعوبها، التي بدأت تبحث في منطق "القوة والسلاح" ضد العدوان الصهيوني، في مشاهد تذكر بالمواقف العربية في القرون السابقة ودورها الواضح في الاصطفاف مع الفلسطينيين بشكل فعلي.
تقود هذه المعطيات إلى عدد من المؤشرات والتوقعات، حيث يرى تيار بيارق الخير اليوم الجمعة (3 تشرين الثاني 2023)، ان عملية "إبادة غزة" ستخلق 3 مشاكل معقدة في الشرق الاوسط، أبرزها ظهور جماعات مسلحة في الدول "القريبة من التطبيع"، فضلا عن تغيير الشرق الاوسط بخارطة بديلة عن سايكس بيكو.
وقال أمين عام بيارق الخير محمد الخالدي في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "الوصف الدقيق لما يحدث في غزة الان هو ابادة جماعية بدعم وتمويل غربي، وسيقود منطقة الشرق الاوسط الى 3 مشاكل معقدة ابرزها ظهور تنظيمات مسلحة في كل البلدان العربية والاسلامية التي لديها علاقات مع تل ابيب او انها في طريق التطبيع لان مستوى الشعبي من المجازر الوحشية في غزة ستدفع الى غضب كبير ولن تتمكن الحكومات من ردعه في مرحلة ما".
وأضاف، أن "ملامح الفوضى تلوح بالأفق وربما تكون بداية لحرب عالمية جديدة تبدأ من الشرق الاوسط"، مؤكدا بأن "امريكا ربما لن تتمكن من ضبط الايقاع في مرحلة ما وتفلت الامور".
وأكد أن "مايجري هو عملية رسم خارطة جديدة للشرق الاوسط بديلة عن سايكس بيكو، وتداعيات مايحدث في غزة لن يبقى ضمن منطقة جغرافية محددة في ظل التطورات التي قد تتسارع الى مرحلة معقدة وصعبة".
واشار الى انه "اذا لم تتوقف مجارز غزة لن تكون الدول العربية والاسلامية بمعزل عن الفوضى والارباك الداخلي في ظل موجة غضب شعبية بسبب صمت الحكومات رغم سقوط 10 الاف شهيد و20 الف جريح اغلبهم من الاطفال مع حصار قاتل وصل الى المياه والدواء والكهرباء ".
وتابع، ان "احداث غزة ستشعل ازمات في الشرق الاوسط ومهما كانت قوة الحكومات الامنية ستواجه مصاعب جمة خاصة وان الاستياء الشعبي سيقودنا الى مرحلة معقدة جدا".
وتعيش الحكومات العربية "موقفا محرجا" امام شعوبها التي بدأت تلتفت الى ضعف المواقف العربية وتبدي "استياءها" منه على مواقع التواصل الاجتماعي، في الوقت الذي بدأ العديد من الفنانين والممثلين والرياضيين العرب والمسلمين، يتحدثون وفق منطق "القوة والردع والمواجهة".
بالمقابل بدأت مواقع التواصل الاجتماعي في بعض الدول وعلى رأسها العراق، تشهد مجموعات الكترونية لاشخاص "يبحثون عن التطوع للقتال في فلسطين"، في تطور يعكس بشكل واضح مدى وصول الشعوب العربية لمراحل متطورة، ربما لاتسيطر عليها الحكومات.