الصفحة الرئيسية / تجربة تشرينية سابقة وقفت عند الأردن.. هل دعوة الصدر للتحشد عند حدود فلسطين قابلة للتطبيق؟

تجربة تشرينية سابقة وقفت عند الأردن.. هل دعوة الصدر للتحشد عند حدود فلسطين قابلة للتطبيق؟

بغداد اليوم- بغداد

تشابهت دعوة زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، للشعوب العربية والاسلامية لاعتصام سلمي على الحدود مع اسرائيل تضامناً مع قطاع غزة، مع دعوة نشطاء في تظاهرات تشرين أبرزهم الناشط ضرغام ماجد في دعوته أمس للزحف نحو الحدود الفلسطينية، والتي سبق ان نفذها في عام 2021 أيضًا لكنها توقفت عند الحدود العراقية الاردنية.

وقال الصدر في كلمة متلفزة مساء اليوم الخميس (19 تشرين الأول 2023) "أدعو الشعوب الإسلامية والعربية وكل محبي السلام إلى تجمع شعبي سلمي من جميع تلك الدول، للذهاب من أجل اعتصام سلمي عند الحدود مع إسرائيل من جانب مصر وسوريا ولبنان والأردن من دون أي سلاح، غير الأكفان".


هذه الدعوة سبقها الناشط ضرغام ماجد الذي يعد أحد الناشطين الذين برزت أسمائهم في احتجاجات تشرين عام 2019 في العراق حيث قال في منشور على صفحته في الفيسبوك أمس " فلنبدأ من العراق بالتحرك الواقعي الجدي الهادف و سينتقل لبقية الدول.. الزحف نحو الحدود الفلسطينية وتحدي المصاعب و المخاطر و التعاون و التواصل مع أحرار الشعوب المجاورة لفلسطين لعبور الحدود و الإتحاد معهم".

ولم يحدد الصدر موعداً لتنفيذ دعوته ورهن ذلك، بمدى الاستجابة والتعاون من الشعوب العربية، بينما حدد الناشط ماجد السبت المقبل موعداً للتوجه الى حدود الأردن ومن ثم حدود فلسطين.


مبادرة سابقة لم تتخطط الحدود 

وسبق ان نظم ماجد وقفه مشابهة في آيار 2021 عند الحدود العراقية الأردنية، نصرة ودعما للفلسطينيين.


هل الدعوة متوافقة أم صدفة لا غير؟

وتعد العلاقة بين الصدريين والتشرينيين "ضبابية" الى حد ما، فتتطابق مواقفهم في معارضة السلطة والقوى السياسية التي تشكل الحكومة الحالية لاسيما من "الإطار التنسيقي" وتختلف في ملفات عدة في طريقة بينها طريقة إدارة الدولة وهويتها.

لكن مراقبين لا يستبعدون وجود توافق "غير معلن" في دعوتهما بالزحف نحو الحدود ومؤازرة غزة باعتبار القضية الفلسطينية تحمل صبغة وطنية وقومية لا يختلف عليها شعبياً وجماهير الطرفين.


"حشود شعبية وتحديات ضبطها"

ويستبعد مراقبون ومختصون بالأمن العابر للحدود، امكانية استجابة الحكومات العربية ولاسيما المحيطة بفلسطين من عبور حشود شعبية من دول مختلفة لاسباب امنية وفنية تتعلق بكيفية ضبط هذه الحشود.

ويؤكد الخبير في الشأن السياسي والأمني أحمد الشريفي، وجود صعوبة بتطبيق دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بشأن نصرة فلسطين.

وقال الشريفي، اليوم الخميس (19 تشرين الاول 2023)، لـ"بغداد اليوم"، ان "هناك صعوبة حقيقية بتطبيق دعوة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر بشأن نصرة فلسطين، المتعلقة بالاعتصام على الحدود مع إسرائيل، فهناك صعوبات سياسية وامنية تمنع تطبيق هذه الدعوة قبل تلك حكومات تلك الدول".

وبين، ان "الدول المحاذية مع إسرائيل تخشى ان تكون ضمن الصراع الحاصل ما بين الكيان الصهيوني والشعب الفلسطيني الحر، ولهذا اكيد ان تلك الدول لم تقبل بان تكون هناك أي تجمعات بشرية على الحدود مع إسرائيل خشية من تطور الأوضاع وتصل الى اقتحام الحدود والدخول الى الأراضي الإسرائيلية، وهذا قد يحدث تطورات خطيرة على مستوى المنطقة".


 العراق.. موقف رسمي "متزن" ودعم شعبي صارخ

على الصعيد الرسمي أعلنت الحكومة العراقية الحداد ثلاثة أيام في عموم العراق بدأ من أمس الأربعاء "ترحماً على شهداء قصف الكيان الصهيوني على مستشفى في قطاع غزة"، بحسب بيان لها، داعية "العرب والدول الصديقة والعالم الحر، إلى تبنّي موقف موحّد عبر إصدار قرار عاجل وفوري من مجلس الأمن الدولي لوقف هذا العدوان القبيح السافر".

بينما تستمر الجهود التي يبذلها العراقيون لجمع التبرعات والمساعدات للشعب الفلسطيني عبر المكاتب الرسمية التي أنشأتها الحكومة، ومكاتب أهلية ومساجد ومنافذ شخصية يديرها نشطاء ووجهاء وشخصيات عشائرية معروفة، في حين قررت الحكومة التنسيق مع السلطات المصرية لإرسال المساعدات إلى مدينة غزة.
 ويقول الناشط حيدر الزبيدي: "العراقيون هم دائماً في مقدمة الشعوب المتعاطفة مع قضية فلسطين التي تخص ملايين البشر. ودخلت جمعيات ومنظمات محلية على خط التطوع لجمع التبرعات والمساعدات الغذائية والطبية وغيرها".

وتصف الناشطة وعضو جمعية الإغاثة العراقية منى الجادري، أن "تعاطف العراقيين مع قضية الشعب الفلسطيني غير محدود، ففقراء العراق كانوا أول من بادروا بالتبرع والمساهمة، وننتظر حالياً آلية إيصال هذه التبرعات إلى المستحقين".

19-10-2023, 21:00
العودة للخلف