بغداد اليوم - السليمانية
بعد ان كان المواطنون في محافظات الوسط والجنوب، يهربون من غلاء الاسعار في مناطقهم الى محافظات الاقليم لشراء العقار لانخفاضها بشكل نسبي، أثر ارتفاع اسعار الدولار على سوق العقارات في محافظات الاقليم ايضا، الأمر الذي وصفه مراقبون بـ "الموت السريري"، حيث انخفض الاقبال على شراء العقار بالاقليم لنسبة تصل الى اكثر من 25%.
ويكشف الخبير المختص في الشأن الاقتصادي ميران سعيد، في حديث خص به "بغداد اليوم"، عن أسباب انخفاض أسعار العقارات في الإقليم.
ويقول سعيد، اليوم الخميس (19 تشرين الاول 2023)، إن "هناك جملة أسباب وراء انخفاض أسعار العقارات في مدن الإقليم، أهمها أزمة الدولار وعدم استقرار سعر صرفه، كون أغلب المجمعات والدور السكنية تباع بالدولار، وهذا أدى لعزوف المواطنين الكرد وحتى من الوسط والجنوب على القدوم لكردستان".
وأضاف أن "الأزمة الاقتصادية وعدم صرف رواتب الموظفين هي الأخرى واحد من أهم أسباب انخفاض أسعار المجمعات العقارية، فضلا عن وجود زخم في عدد المجمعات تزيد عن حاجة سكان مدن الإقليم وخاصة في السليمانية وهذا يؤكد وجود تبيض للأموال واستثمارات سياسية عشوائية، دون النظر لجاجة الناس".
وفي (23 آب 2023)، أكد الخبير في الشأن الاقتصادي فرمان حسين، أن قطاع العقارات في إقليم كردستان ميت سريريا منذ سنوات، فيما استعرض 3 أسباب ادت لانخفاض الاسعار بنسبة 25%.
وقال حسين في حديث لـ"بغداد اليوم" إن "قطاع العقارات تعرض لانتكاسة كبيرة، وأغلب مكاتب التجارة بالعقارات بدأت تغلق أبوابها، بسبب عدم وجود عمليات بيع أو شراء للشقق والدور السكنية".
وأضاف أنه "خلال العامين الأخيرين وخاصة بعد أزمة فيروس كورونا، ونتيجة لاستمرار الأزمة المالية، وعدم صرف رواتب الموظفين، فأن سوق العقارات تعرض لخسائر فادحة، وتراجعت الأسعار بنسبة 25%".
وبين أن "هذا التراجع طبيعي، نتيجة لعدم وجود قروض حكومية أو قروض من المصارف، ولاتوجد عمليات بيع للشقق والدور السكنية بالتقسيط المريح، وأغلب عمليات البيع، هي فقط داخل المجمعات السكنية، ولأشخاص من خارج إقليم كردستان، خاصة بعد التسهيلات التي قامت بها حكومة الإقليم، والتي سمحت لمن هم من خارج كردستان أن يتملكوا داخل الإقليم".
بالمقابل يعاني العراقيون من ارتفاع كبير في اسعار العقارات في مناطق وسط والجنوب ولاسيما العاصمة بغداد التي يتركز فيها قرابة ربع العراقيين، فيما لم تنجح المجمعات السكنية الاستثمارية التي من المفترض انها انشئت لحل ازمة السكن، الا انها اصبحت عرضة للاستثمار والمضاربة من قبل اصحاب الاموال، ونادرا ما يتم شراء هذه الوحدات السكنية من قبل اشخاص او عوائل تعاني من ازمة سكن بالفعل.