بغداد اليوم – بغداد
حذر خبراء في الشأن الاقتصادي، من تداعيات عدم تسليم "المسافرين" الدولار من قبل بعض المصارف، فيما أكدوا أن استمرار الامر سيؤدي الى زيادة الطلب على الدولار في السوق الموازي وبالتالي ارتفاع سعر الصرف.
وقال الخبير في الشأن الاقتصادي احمد التميمي، اليوم الخميس (12 تشرين الأول 2023)، إن "الكثير من المصارف أمتنعت خلال الايام الماضية عن اعطاء المسافرين الدولار بحجة عدم وجود العملة لديها.
وأشار التميمي في حديث لـ “بغداد اليوم"، أن "هذا الامر دفع بالكثير من المسافرين الى شراء الدولار من السوق الموازي، مما سبب لهم خسائر مادية كبيرة بسبب فرق سعر الصرف عن الرسمي".
وأشار الى أن "هذا الاجراء سيولد طلبًا كبيرًا على الدولار في السوق الموازي، وهنا الدولار سيرتفع كثيرا بسبب هذه الزيادة"، داعيا "الجهات المختصة لمتابعة عمل المصارف، التي هي سبب ارتفاع سعر صرف الدولار ".
وشهد سعر صرف الدولار ارتفاعًا ملحوظًا في الأيام الماضية متخطيًا حاجز الـ 160 ألف دينار لكل 100 دولار، فيما اتخذ البنك المركزي اجراءات وقرارات عديدة لمنع تداول الدولار في الاسواق المحلية فوق السعر الرسمي (1320)، لكن من دون جدوى، رغم ان الدولار مصدره الوحيد هو البنك المركزي ورغم ان من يأخذ الدولار وهي المصارف الاهلية وشركات الصرافة معرّفة لديه، لكنه يعجز عن ضبطها والزامها بعدم تسريب الدولار عبر الحوالات الوهمية، بحسب مراقبين.
وفي وقت سابق، أكد النائب المستقل هادي السلامي، إن "الفشل الحالي في ملف الدولار الأميركي، تتحمله كل الحكومات العراقية التي تعاقبت على حكم البلاد منذ 2003 ولغاية الآن، وقد تعهد حكومة محمد شياع السوداني بحل الأزمة من خلال وضع آليات تمنع تهريب العملة الصعبة لكنها لم تنجح في هذا الملف".
وأضاف السلامي في حديثٍ صحفي، أن "إصلاح النظام المصرفي وأزمة الدولار يحتاجان إلى السيطرة على مزاد العملة الذي لا يزال يبيع كميات كبيرة من الدولار، ولا نعرف أين يذهب"، مشيراً إلى أن "المشكلة كبيرة في العراق، ونحن أمام تحديات ضخمة قد تؤدي إلى تصدع النظام الحالي، لا سيما وأن الولايات المتحدة الأميركية حذرت كثيراً من تهريب الدولار إلى دول الجوار".