الصفحة الرئيسية / "الكاروبة" تثير سخطًا شعبيًا في العراق ومظللات حكومية تتحول لـ"تكاتك"

"الكاروبة" تثير سخطًا شعبيًا في العراق ومظللات حكومية تتحول لـ"تكاتك"

بغداد اليوم- بغداد

باتت رؤية سيارات بلوحات حكومية تحمل مواد بناء ومحاصيل زراعية وصولا الى نساء وأطفال ومواشي خارج أوقات الدوام الرسمي، مشاهد مألوفة في العديد من مدن محافظة ديالى، في منظر أثار انتقادات وسخطاً شعبياً.

وقال عبدالله ناصر، وهو موظف حكومي متقاعد لـ"بغداد اليوم"، الجمعة (29 أيلول 2023)، إن "تلك المشاهد تعبر عن استغلال لموارد الدولة وسط سطوة قوى وجهات باتت تهمين على كل شيء".

وأضاف "سيارات الدولة تحولت الى أشبه بـ(الكاروبة) التي تستخدم لكل شيء في سبيل راحة أسر المسؤولين وحاشيتهم" متسائلاً: "كيف يعقل سيارات بلوحات حكومية تنقل مواد بناء واغناما وبعض الأحيان محاصيل زراعية؟".

و(الكاروبة)، هي تسمية يطلقها الأهالي على جرار او أي مركبة تستخدم لكل شيء في أي وقت بشكل مسرف للغاية.

ويقول الموظف المتقاعد: "يجب ان تكون هناك محددات تمنع الاستغلال الفاضح لموارد الدولة، لان ليس من المعقول ان توزع السيارات على زوجة وأبناء المسؤول وأقاربه لانه في منصب ما!".

أما عبدالله القيسي، الضابط السابق، فقد أشار الى ان "السيارات المظللة تعني وجود مسؤول تقله، ولكنها بالحقيقية يمكن ان تحمل نساءً وأطفالاً لأداء زيارات عائلية" لافتاً الى، ان "ما يحصل يستدعي مراجعة لان سيارات الدولة يجب التعامل معها بحرص شديد وان لا تتحول الى دراجات (تك تك) بيد أسر بعض المسؤولين" على حد قوله.

وأقر عضو مجلس ديالى السابق تركي العتبي، بضرورة التشديد في منع تجوال سيارات الدولة خارج ساعات الدوام الرسمي الا بموجب أذونات ومحددات رسمية" لافتا الى ان تحول السيارات الى الاستخدام العائلي من قبل أي مسؤول أمر مرفوض".

وأضاف لـ"بغداد اليوم"، الجمعة (29 أيلول 2023)، ان "نقل أسر بسيارات مظللة أمر يحمل مخاطر أمنية وعلى الجهات المختصة ان تاخذ دورها".

يذكر ان الأمانة العامة لمجلس الوزراء، أوعزت منذ سنوات بتفتيش العجلات العائدة للوزراء والمحافظين والمسؤولين في الدوائر الحكومية كافة، خصوصاً المظللة منها مهما كانت عائديتها.

وشمل التوجيه الوزارات والجهات غير المرتبطة بوزارة والمحافظات ومجالسها، بوضع ضوابط وآليات جديدة لحركة العجلات الحكومية وتقييد استخدامها ومنع حركتها بعد أوقات الدوام الرسمي، وتقليل استهلاك النفقات الخاصة بالوقود والصيانة. 

كما تضمنت التوجيه الحكومي تقييد حركة تلك العجلات لتخفيف الزحام المروري الناتج عن ازدحام الشارع بالآليات الحكومية، باستثناء عجلات المسؤولين العائدة إلى الدولة، مشددة على ضرورة احترام نقاط التفتيش وعدم التجاوز على منتسبيها كونهم يمثلون القانون ويعملون على خدمة المواطن.


المصدر: بغداد اليوم

29-09-2023, 12:24
العودة للخلف