الصفحة الرئيسية / السوداني بين "استفزاز" داعش واستمرار الصراع الايراني الأمريكي.. ما حاجة العراق للتحالف الدولي؟

السوداني بين "استفزاز" داعش واستمرار الصراع الايراني الأمريكي.. ما حاجة العراق للتحالف الدولي؟

بغداد اليوم - بغداد

منذ عقدين من الزمن، ومازال الأمن القومي العراقي يتذبذب ما بين الضغوطات الداخلية والخارجية يقابلها على الطرف الآخر مخاطر العمليات والمجاميع الارهابية، وهذا ما جعل أن يتحوّل العراق إلى ساحة لتصفية حسابات الكثير من الدول سواء الإقليمية منها أو الدولية، ليتزداد التساؤل عن مدى حاجته الفعلية لدور التحالف الدولي للحفاظ على أمنه واستقراره على مختلف المجالات والأصعدة.

وفقًا للباحث السياسي غالب الشابندر -الذي عرّف الأمن القومي العراقي في مقالة نشرت في وقت سابق- أنه هو "قدرة العراق النسبية على مواجهة المخاطر التي تهدد قيمه الجوهرية، مثل السيادة والاقتصاد والسلام الاجتماعي والثروات القومية..".

مصلحة العراق والتهديدات الخارجية

من جانبه، يُعلق الخبير في الشأن العراقي فلاح المشعل قائلاً في حديث خاص لـ"بغداد اليوم": ان "العراق يمتلك علاقات جيدة مع التحالف الدولي والدول المنضوية فيه، وخصوصًا الولايات المتحدة الأمريكية، لكن هناك نية لإعادة تنظيم العلاقة ما بين بغداد والتحالف الدولي، وهذا ما أكد عليه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بأكثر من مرة".

وأشار إلى أن "العراق لا يمكن أن يستجيب لأي ضغط خارجي إيراني أو غيره، بما يرتبط بالعلاقات الدولية وخصوصًا مع التحالف الدولي، فالعراق مازال يحتاج الى التدريب والتجهيز، وهذا ما يؤكد عليه المسؤولين في الدولة العراقية، ولهذا العراق سيفكر بمصلحته بأي اتفاق جديد مع التحالف الدولي بعيدًا عن أي تدخلات خارجية".

ماذا يقول السوداني؟

رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وفي مقابلة صحفية أجراها مع صحيفة "ذا ناشيونال"، أكد أنه لم "تعد هناك ضرورة لوجود التحالف الدولي، الذي تشكل لمواجهة تنظيم داعش"، باعتباره لم يعد يمثل تهديدا للدولة، في موقف يتماشى مع المطالب الإيرانية المتكررة بمغادرة القوات الأجنبية للعراق.

وقال السوداني، إنه "عندما ارتبك الوضع الأمني في العراق مع سيطرة داعش، تأثرت المنطقة بأكملها، واتجهت الملايين للهجرة لذا يجب الحفاظ على استقرار العراق"، لافتا إلى أن "الخلافات السياسية في العراق ضمن سياقها الطبيعي، واللجوء إلى المحكمة الاتحادية علامة صحية للنظام السياسي".

كما بحث في وقتٍ سابق من اليوم مع الجنرال جويل فاول قائد قوات التحالف، علاقات التعاون الأمني بين العراق والتحالف الدولي في نطاق تقديم المشورة والتسليح وتبادل المعلومات الاستخبارية، وفي مجال تدريب القوات الأمنية العراقية لتطويرها ورفع قدراتها القتالية.

وأكد الجانبان خلال اللقاء على مواصلة عمل اللجنة المشتركة بين العراق والتحالف الدولي، والتي تهدف إلى تحديد شكل العلاقة المستقبلية مع التحالف بعد الانتصار على داعش، وتنامي قدرات القوات العراقية، وتمكنها من القيام بمهامّها في توفير الأمن بجميع المناطق وقواطع المسؤولية.

وبحسب تقارير سابقة، يوجد في الوقت الراهن نحو 2500 جندي أمريكي في العراق، تتركز مهامهم على التصدي لفلول تنظيم "داعش" وسيتغير الدور الأمريكي في العراق بالكامل ليقتصر على التدريب وتقديم المشورة للجيش العراقي.

استفزاز داعش بالكرّ والفرّ

ورغم تراجع نشاط داعش، إلا أن محللين لنشاط التنظيم يقولون أنه يعمل وفق سياسة الكر والفر واستغلال الفرص والثغرات، فهو لا يركز مثل السابق على احتلال المناطق، ولهذا يشن ضرباته بعد تراخي القوات الأمنية في بعض المناطق التي تشهد استقرارًا نسبيًا، ولهذا يجب استمرار أخذ الحيطة والحذر، ومتابعة خلايا هذا التنظيم خصوصًا في المناطق الصحراوية والجبلية والزراعية، التي تعد منطلقًا لكل عملياته.

ماذا تحتاج بغداد؟

بدوره، عدّ عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية النائب لطيف الورشان، في تصريحات صحفية، أن "تنظيم داعش ما زال يشكل خطرا على أمن واستقرار العراق، وبغداد ما زالت بحاجة إلى الدعم الدولي للقضاء على هذا التنظيم الإرهابي بشكل كامل ونهائي".

وأوضح أن "العراق ما زال يحتاج إلى خبرات التحالف الدولي من ناحية التدريب والاستشارة والدعم الفني واللوجستي، وفي الوقت نفسه العراق ليس بحاجة إلى أي قوة أجنبية قتالية، وهذا ما تؤكد عليه كل الجهات ذات الاختصاص الحكومية والعسكرية والأمنية".

وأضاف الورشان أن "الاستقرار السياسي، ودعم كل القوى السياسية لحكومة محمد شياع السوداني، كان دافعا للاستقرار الأمني وإيقاف أي تصعيد ضد الأهداف الأمريكية في العراق، خصوصا أن الوجود الأمريكي جاء بطلب وموافقة عراقية، وهذا ما يؤكد عليه الجانب الأمركي والعراقي".

وفي ظل الصراع بين الولايات المتحدة وايران والتي تنعكس اثاره "الكارثية" على الامن القومي العراقي، يرى مراقبون ان الحل الوحيد هو بتطبيق استيراتيجة شاملة للأمن القومي على أساس وطني بعيدًا عن التحالفات والاستقطابات الدولية أو الاقليمة للمضي بالبلاد إلى بر الأمان والسيادة المطلقة.

المصدر: بغداد اليوم + وكالات

27-09-2023, 15:15
العودة للخلف