بغداد اليوم - بغداد
طفت على السطح بعد سنين من القضاء عليها، ظاهرة السرقة بـ"التنويم المغاطيسي" كما تقول بيانات وزارة الداخلية، ليظهر معها تساؤل عن كيفية تمرير هكذا حيل على المواطن مع كل مظاهر التقدم التنكلوجي المنتشرة والمتوفرة حتى لأبسطهم.ويعتبر التنويم المغناطيسي، نوعًا من العلاج ينطوي على وضع المعالج في حالة تشبه الغيبوبة، بهدف تعزيز التركيز. وفي هذه الحالة، يمكن للشخص أن يكون أكثر استجابة للاقتراحات.
ويهدف العلاج بالتنويم المغناطيسي لمساعدة المريض على التحكم بشكل أفضل في حالة الوعي لديه، اضافة الى بعض الجوانب السلبية والتي تتمثل بإمكانية خلق ذكريات زائفة.
ويقول عضو لجنة الامن النيابي النائب وعد القدو، إن" الأجهزة الأمنية رصدت بشكل فعلي العديد من جرائم السرقة المسماة بـ"التنويم المغناطيسي" وتم اعتقال بعض المتورطين فيها، بينهم من جنسيات اجنبية"، مؤكداً انها "جرائم فتية وبرزت حديثا في المجتمع العراقي، ومشابهة لحالات الابتزاز الالكتروني من حيث توقيت الظهور".
وكانت وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية، قد اعلنت يوم الثلاثاء (19 ايلول 2023)، القبض على اجانب بتهمة ممارسة أعمال النصب والاحتيال بحق المواطنين باستخدام ما يسمى التنويم المغناطيسي بغية سرقة اموالهم.
ويضيف القدو في حديث لـ"بغداد اليوم"، ان "هناك ثلاثة اسباب لظهور هكذا ظواهر في العراق، هي الانفتاح على مواقع التواصل لاجتماعي وغزارة ما تبثه بالاضافة الى السفر خارج البلاد واطلاع البعض على بعض خفايا تلك الجرائم ناهيك عما متاج من علوم بات بامكان استخدامها وتجربتها لغايات اجرامية".
وتظهر مقاطع فيديو دخول أشخاص إلى محال تجارية والحديث مع أصحابها، أو أن يضع أحد أفراد العصابة يده على رأس البائع، الذي يسلم اللصوص مبالغ مالية من دون شعور أو وعي.
ويشير القدو الى ان" انخراط الجنسيات غير العراقية ومنهم العرب في جرائم التنويم المغناطيسي في البلاد محدود والاغلب هم من المحليين"، لافتا الى ان " الاجهزة الامنية نجحت في اعتقال البعض منهم نتيجة تعاون لاهالي".
وبنفس الاسلوب، كانت قد اعلنت وزارة الداخلية في شهر ايار الماضي وفي عمليتين منفصلتين القبض على عصابات تستخدم التنويم المغناطيسي لغرض السرقة بينهم اجانب.
ورغم البيانات الرسمية الصادرة عن المؤسسات المعنية بشأن استخدام التنويم المغناطيسي الا ان المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء خالد المحنا، يرى، أنه "ثبت من خلال التحقيقات التي تجريها الشرطة، عدم وجود موضوع التنويم المغناطيسي، وإنما هناك حالات أخرى".
ويبين المحنا تلك الأساليب بالقول، "على سبيل المثال، ممارسة خفة اليد، أو التمويه، أو إيهام الشخص المقابل، أو الاتفاق مع الشخص المسروق، ويتم من خلال عملية تمثيلية يقوم بها هؤلاء المحتالون، لسرقة ما يريدونه"، مؤكداً "دائماً ننشر توجيهاتنا ونبعث رسائل إلى المواطنين للحذر من هكذا عصابات".
ضابط في شرطة بغداد اكد في تصريحات سابقة، إنّ "التنويم المغناطيسي هو شكل من أشكال إصابة الضحية بالتشتّت وعدم التركيز لتمكين المقدمين على السرقة من المحال التجارية وأصحاب مكاتب الصيرفة من فعلتهم. لذلك نطالب المواطنين باتّخاذ الحذر والابتعاد من الزبون الذي يمارس أيّ نشاط غير طبيعي، مثل استخدام المناديل والقلائد أو تشغيل أصوات صفير وغيرها بواسطة أجهزة الهاتف".
واشار إلى أنّ "ثمّة حالات عدّة وقعت في بغداد، علماً أنّ السرقات بمعظمها كانت تحدث في الماضي من خلال خفّة اليد أو التمويه أو النصب أو تحت تهديد السلاح، أو عبر مجموعة لصوص يلجأون إلى عمل تمثيلي في داخل محلّ معيّن بهدف سرقته، من قبيل افتعال شجار أو حالة إغماء".بينما ترى الباحثة الاجتماعية منى العامري، أن "استخدام التنويم المغناطيسي في السرقات لا يمكن أن يتم بتلك السهولة، حيث يحتاج هذا النوع من العلاج إلى دراسة وممارسة، فضلا عن أجواء مناسبة، مثل ضوء قليل وموافقة من الشخص المعني وهدوء وتركيز، لتبدأ مراحل العلاج بشكل تدريجي".
وتضيف العامري، في تصريحات سابقة، أن "تلك الادعاءات من قبل العصابات يجب أن تكون محط اهتمام السلطات المختصة، ليُفتح تحقيق عن ماهيتها وحقيقتها ومنع إشاعة الرعب بين المواطنين"، لافتة إلى أن "بعض العصابات تنفذ حركات الخفة أو التمويه، فضلا عن التخدير باستخدام بعض الأدوية".
فيما اكد الخبير القانوني، علي التميمي، في وقت سابق، إنّ "العمليات التي تجري وسط النهار عن طريق الحيل تكون عقوبتها السجن لمدة 7 سنوات وفقًا للمادة 440، وإن جرت السرقة في الليل فتكون عقوبتها السجن لمدة 10 سنوات بحسب المادة 443/ خامسًا من القانون، إذ "يدخل التنويم المغناطيسي ضمن أساليب الحيل التي يحاسب عليها القانون العراقي"، مبيناً ان "القانون العراقي يطبق على جميع الأشخاص حتى إذا كانوا غير عراقيين، وتتخذ العقوبة عقب تحقيق قضائي يدخل فيه مختصون طبيون لمعرفة تأثير التنويم المغناطيسي على المتضررين جراء عمليات السرقة".
المصدر: بغداد اليوم+ وكالات