بغداد اليوم - متابعة
تحاول السلطات الامنية "الاجتهاد" لضمان استمرار الاستقرار الامني الذي تحقق خلال الفترات الاخيرة مقارنة بالثغرات والخروقات الامنية في السنوات السابقة، فيما تعمل الجهات المختصة على تحديث الخطط الامنية واستخدام ستراتيجيات مختلفة.
ويتحدث تقرير صحفي تابعته "بغداد اليوم"، عن ان السلطات الامنية تبحث وضع استراتيجية جديدة لضبط أمن العاصمة بغداد، من خلال اعتماد الحواجز الأمنية المفاجئة والجهد الاستخباري.
وكانت الحكومة قد أقدمت على رفع أغلب الحواجز الأمنية من شوارع العاصمة بغداد، من ضمن خطة نفّذها على مراحل لفكّ الاختناقات المرورية.
ونقل التقرير عن ضابط في رفيع في وزارة الداخلية، لم يفصح عن اسمه، إن "الوزارة تسعى منذ فترة لوضع خطط محكمة لضبط أمن العاصمة، وأن تحديات استمرار الاستقرار ما زالت صعبة"، مشيرًا إلى أن "مهمة نقل الملف الأمني للشرطة المحلية ليست سهلة، وأن هناك مخاطر ما زالت تهدد الأمن على الرغم من الاستقرار النسبي في العاصمة".
وأكد الضابط الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه أن "الخطة التي تحدث عنها الوزير هي جزء من خطة شاملة لضبط الأمن، تركز على سد الثغرات في العاصمة وتأمين المداخل والمخارج فيها، فضلا عن تكثيف الانتشار الأمن"، مشدد على أن "الحفاظ على أمن العاصمة يعد من أهم مرتكزات أمن البلاد، وأن هناك أطرافا تسعى لاستغلال الفرص لزعزعة الأمن، لذا فإن الوزارة تتخذ الاستعدادات المطلوبة".
كما أكد أن "رئيس الوزراء يبدي اهتماما ودعما كبيرا لإدارة الملف الأمني"، مشيرا الى أن "الاستعانة بالجيش وبالقوة الجوية ستكون متوفرة في أي طارئ".
وقال إن "التهديد الأمني لا يقتصر على الإرهاب، بل بأنشطة الجريمة المنظمة التي باتت تمثل تحديا في مختلف مدن العراق"، على حد تعبيره.
وفي تشرين الثاني 2022، وجه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بتشكيل لجنة لتبادل الأدوار الأمنية داخل المدن بين وزارتي الدفاع والداخلية. وعلى أثر ذلك غادرت وحدات من الجيش عدداً من مناطق العاصمة بغداد وبعض المدن جنوب ووسط البلاد، عائدة إلى معسكراتها، في خطوة هي الأولى منذ 18 عاماً، كان للجيش أثناءها دور رئيس في حفظ الأمن داخل المدن، ضمن قيادات العمليات التي تشكلت منذ مطلع 2007.
الخبير بالشأن الأمني، علي الطائي، قال إن "آلية تغيير القادة الميدانيين واستبدال بعضهم خلال الفترة الأخيرة، أثبتت فاعليتها بشكل واضح في بغداد ومدن أخرى من العراق".
وأضاف الطائي أن "الإجراءات المتعلقة بالتهديدات الإرهابية في بغداد أو المدن الأخرى، باتت حرفية، لكن مسألة الجريمة المنظمة، مثل المخدرات وعصابات السرقة والخطف والابتزاز، إلى جانب تحركات بعض المجاميع التابعة لفصائل مسلحة خارج إطار المنظومة الأمنية هي ما يمكن اعتبارها مصادر تهديد لاستقرار بغداد وباقي المدن في الوقت الحالي".
المصدر: العربي الجديد