الصفحة الرئيسية / كشف سر "سكوت" العراق عن القصف التركي للـ"بي كه كه".. ماقصة "الفوائد" التي تجنيها بغداد؟-عاجل

كشف سر "سكوت" العراق عن القصف التركي للـ"بي كه كه".. ماقصة "الفوائد" التي تجنيها بغداد؟-عاجل

بغداد اليوم -  كُردستان

يبدو حزب العمال الكردستاني كـ"معضلة" يُستعصى حلها من قبل الحكومات التركية والعراقية على حد سواء منذ تمرده عام 1984 بهدف إقامة دولة كردية في جنوب شرق تركيا، هذا التمرد الذي ادى الى صراع خلف اكثر من 40 الف قتيل، ازداد تعقيداً، حيث ان الاراضي العراقية كانت تُعتبر قاعدة خلفية بحوالي 4 الاف مقاتل، لكن في العام 2013 سمحت السلطات التركية بإنسحاب مقاتلي الحزب بشكل كامل الى الاراضي العراقية دون التنسيق مع بغداد، على خلفية مفاوضات وقف اطلاق النار مع زعيمهم "عبد الله اوجلان" والتي انتهت عام 2015 عندما شنت تركيا غارات جوية ضد معسكراتهم داخل الاراضي العراقية.

اما عقب احتلال "داعش" عام 2014 لنينوى ومنها مدينة سنجار، وجد الحزب الذي تصنفه تركيا، والعديد من البلدان الغربية، كمنظمة إرهابية، فرصة للتوغل أكثر داخل الشمال العراقي، ليستقرّ في أبعد نقطة عن القوات التركية، إذ إنّ أنقرة تكتفي بين فترة وأخرى بقصف مواقع للحزب في سنجار جواً من دون وجود إمكانية لها للتقدّم البري على غرار عمليات مماثلة في سورية، لوجود مدن قبل سنجار خاضعة للجيش العراقي وقوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق.

القصف المستمر لقيادي وعناصر الحزب داخل العراق، يدعم امن العراق بثلاثة جوانب من وجهة نظر المحلل السياسي عدنان التميمي، الذي تحدثت معه "بغداد اليوم" للوقوف على اخر تطورات المشهد العمالي في محافظات اقليم كُردستان.

اكد التميمي، ان "حزب العمال الكردستاني بغض النظر عن افكاره وتطلعاته في تركيا، الا انه مدعوم امريكياً، اضافة الى دول اخرى بشكل غير معلن، وهو يمتلك جناحا مسلحا يزيد عدد افراده عن 8 الاف مقاتل اغلبهم في جبال قنديل ومناطق اخرى شمالي البلاد"، وبحسب ارقام رسمية كُردية، فإن الحزب يحتفظ بـ 37 قاعدة في إقليم كردستان العراق.

واضاف عدنان التميمي، ان "كل الحكومات العراقية المتعاقبة تدرك خطورة حزب العمال الكردستاني ومحاولاته فرض ارادته على بعض المناطق خاصة في محيط سنجار وتورط قياداته بالتهريب وتوريد الاسلحة وفرض الاتاوات، لكنها لاتريد الدخول في صراع مسلح معه لتفادي الاستنزاف خاصة وان هناك اطراف سوف تدعم الحزب من اجل الدخول في معارك داخل بعض المناطق".

وعلى الرغم من اعلانه في آب عام 2017، سحب جميع مقاتليه من أطراف بلدة سنجار بشكل كامل بعد إنهاء مهامهم هناك، وبعد استتباب الأمن في المنطقة، إلا أنّ الحزب عاد إلى البلدة مرة أخرى.

وكانت الحكومة في بغداد وقعت مع حكومة أربيل في العام 2020 اتفاقية تهدف إلى استعادة الأمن في سنجار، والتي تؤكد بشكل رئيسي ضرورة إخراج الحزب من المنطقة.

وفي العام 2022، دارت اشتباكات عنيفة بين قوات من الجيش العراقي ومقاتلين من "وحدات حماية سنجار" المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، بعد طلب الجيش إخلاء موقع تابع للمجموعة المسلحة تنفيذاً للاتفاق، حيث قُتل جندي وعنصران من الموالين لحزب العمال.

واشار المحلل السياسي، الى ان "قصف حزب العمال الكردستاني من قبل تركيا يدعم امن العراق بثلاثة جوانب، من حيث تحييد قيادته ومنع توسع شبكاته وقطع الطريق امام ملف التهريب والمتاجرة بالاسلحة وقضايا اخرى تهدد الامن القومي"، لافتا الى ان "بغداد تغض النظر عن القصف المتكرر لتركيا ضد الحزب ولاتدينها بشكل معلن".

وتابع، ان "تركيا وجدت في ترك انتشار حزب العمال في بعض مناطق اقليم كردستان وصولا الى سنجار يهدد امنها خاصة مع حصوله على اموال طائلة من التهريب والاسلحة ما عزز من قدراته في الداخل التركي بشكل مباشر متوقعا انطلاق عملية اكبر ضد الحزب في الاشهر القادمة".

وينشط مقاتلو الحزب في مناطق عدة شمالي العراق، أبرزها جبال قنديل وسيدكان وسوران وخواكورك وبنكرد، إضافة إلى أطراف قضاءي العمادية وزاخو.

وفي تموز من العام الماضي، كانت لجنة الامن النيابية قد اوصت بإخراج عناصر حزب العمال الكردستاني من العراق وانسحاب جميع القوات التركية.

وطالبت الحكومة العراقية مراراً، تركيا، بسحب قواتها، خصوصاً المتمركزة في معسكر بعشيقة. ويوجد نحو 20 من القواعد والمقرات العسكرية التركية موزعة على محافظتي أربيل ودهوك، وتقع كبرى القواعد التركية في منطقة كردستان العراق بمهبط الطائرات المسمى بامرني شمال مدينة دهوك.

وتمُـر تركيا بحسب مراقبين، منذ بدء الأزمة السورية في مخاض صعب، من جرّاء التأثيرات السلبية لهذه الأزمة على الواقع التركي، من تصاعُـد عمليات حزب العمال الكردستاني إلى ظهور واقع كُردي في شمال سوريا. وتسعى تركيا إلى تدارُك لمُضاعفات مستقبلية تجعل تركيا بمنأىً عن أي تداعِيات أكثر خطورة للوضْع على تركيا.


المصدر: بغداد اليوم+ وكالات

17-09-2023, 23:30
العودة للخلف