بغداد اليوم - متابعة
تباينت مواقف الدول الغربية إزاء التدخل العسكري المحتمل الذي لوحّت به مجموعة "إيكواس" الإفريقية لإعادة الرئيس محمد بازوم للسلطة، في حين طالبت إيطاليا بالتمهل في تلك الخطوة، إذ دعت روما، المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا، إلى تمديد المهلة التي جرى منحها لعودة السلطة الدستورية.
واعتبر وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، في مقابلة لصحيفة "لاستامبا" الإيطالية اليومية، أن "الطريقة الوحيدة هي الدبلوماسية"، مضيفا: "آمل أن يتم اليوم تمديد مهلة المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا إيكواس التي انتهت عند منتصف الليل".
وعلّق المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر، على التطورات الأخيرة، بأن واشنطن تراقب الوضع في النيجر عن كثب، لكن وزارة الدفاع لن تُدخل أي تغيير على عدد أفراد القوات هناك.
وأعلنت إيطاليا يوم الأحد، خفض عدد قواتها في النيجر لإفساح المجال في قاعدتها العسكرية للمدنيين الإيطاليين الذين قد يحتاجون إلى الحماية إذا تدهورت الأوضاع.
تحركات متتالية
بسبب مخاوف من تدخل عسكري محتمل، أغلقت النيجر مجالها الجوي مؤقتا اعتبارا من يوم الأحد.
حذر قادة الانقلاب من أن أي محاولة لانتهاك المجال الجوي للنيجر ستواجه "باستجابة قوية وفورية".
ستجتمع المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا يوم الخميس مجددا لمناقشة الانقلاب في النيجر، حيث ظهرت تصدعات في وحدتها ورفض المجلس العسكري في نيامي الانصياع لضغوط دولية للتنحي.
في وقت سابق، توافد حوالي 30000 من أنصار المجلس العسكري على ملعب في العاصمة نيامي، وهتفوا لقرار عدم الخضوع للضغوط والتنحي.
أعلنت باريس الأحد تعليق برنامجها للمساعدات التنموية الذي تبلغ تكلفته 482 مليون دولار لبوركينا فاسو المجاورة التي أعربت مع مالي عن دعمها للمجلس العسكري.
ألغت النيجر الأسبوع الماضي اتفاقيات التعاون العسكري مع فرنسا التي لديها ما بين 1000 و1500 جندي في البلاد.
أثار التهديد العسكري للاتحاد الأوروبي مخاوف من مزيد من الصراع في منطقة تقاتل بالفعل جماعات جهادية.
أسباب موقف روماحدد المستشار الاستراتيجي الإيطالي والمحلل السياسي المهتم بمنطقة الساحل والصحراء، دانييلي روفينيتي، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، موقف روما من التدخل العسكري المحتمل في النيجر في عدد من النقاط، قائلا إن:
يمكن أن يؤدي التدخل العسكري في النيجر على يد مجموعة إيكواس، أو أي دولة أخرى، إلى تأثير متتالي، إذ سيكون التصعيد خارج عن السيطرة؛ لأسباب عديدة ليس أقلها أن مالي وبوركينا فاسو وإلى حد ما غينيا، أعلنوا تأييد الانقلابيين في النيجر.
في هذه المرحلة، لا يزال يتعين تفضيل المسار الدبلوماسي على أي مسار آخر لتجنب حرب إقليمية.
هذا أيضا خط تاريخي لإيطاليا، لا يتعلق فقط بالأزمة في النيجر ولكنه يمثل تفضيلا دبلوماسيا لطالما احتفظت به روما.
بالإضافة إلى الاستقرار الإقليمي، يمكن أن يكون هناك خطر من أن أي تدخل عسكري من "إيكواس" سوف يقابله رواية معادية للغرب أكثر تحركا في البلدان الأفريقية.
لو أن التدخل نتج عن ضغوط من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، سيكون هذا عنصرا من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الصراع.
المصدر: سكاي نيوز