بغداد اليوم - ديالى
رغم ما تحمله الهجرة من مآسي في ذاكرة العراقيين، إلا أنها انعكست في "بعض" فصولها ايجابيًا على حياتهم، فعاد الكثير من الذين غادروا البلاد بحزمة من الأفكار والمشاريع التي ساهموا من خلالها بتطوير واقعهم، لاسيما على المستوى الزراعي والاقتصادي في القرى والأرياف.
تغيير الموروث بحداثة
بإبتسامة عريضة، يتحدث الأربعيني (محمد هادي) عن التغييرات الجوهرية التي أحدثته الهجرة في حياته أثناء هجرته إلى خارج العراق، وكيف قلبت أفكاره ايجابًا تجاه الحياة في الريف بتغيير الأنماط التقليدية بالواقعية الحديثة مثل تربية الغزلان بعد أن كان المورث محصور في الزراعة دون المهن الأخرى.
بدأ هادي مسيرته الجديدة مع الغزلان كـ"هاو" لها، لكنّه تحوّل فيما إلى تاجر يتاجرُ بها تجارةً يصفها بـ"الناعمة" مؤكدًا في حديثه لـ"بغداد اليوم" انها "تجارة تحتاج إلى الهدوء لا الضجيج".
تنوع التسويق والتربية
لايختلف رئيس الاتحاد المحلي للجمعيات الفلاحية في ديالى رعد التميمي مع هادي فيما يتعلق بانتشار تربية الغزلان -لاسيما الأصناف النادرة منها- في بعض مناطق المحافظة "لكن على نطاق ضيّق لأنها تجربة حديثة".
وفي حديثه إلى "بغداد اليوم"، يؤكد رئيس الاتحاد نجاح التجربة في ديالى" مضيفًا "هناك من يسوق لانتاجه في العاصمة بغداد سواء للتربية أو الحدائق العامة أو لبيعها إلى المطاعم".
ويقول "أغلب من يقومون بتربية الغزلان هم بالأساس مزارعين نجحوا في كسب الخبرة ومضاعفة قطعانهم مع وجود طلب متزايد على شراء الغزلان البرية".
كساد وانفراد
أمّا بالنسبة ليوسف قاسم -وهو تاجر مواشي وأغنام- تبدو مزاولة مهنة تربية الغزلان أشبه ما تكون بـ"التجارة الناعمة" بالنسبة له" عازيًا السبب إلى "أغلب زبائنها من الطبقة البرجوازية"، في إشارة منه إلى الأغنياء وأصحاب الطبقة الثرية الذين يشترون الغزلان لتربيتها في مزارعهم الخاصة.
وعن أسعارها وأصنافها، يقول تاجر المواشي لـ"بغداد اليوم" أنها تختلف بحسب نوع الجنس، لكن (الريم العراقي) هو الأغلى سعراً من بين الأنواع الأخرى مع وجود رغبة مفرطة لشرائه. على حدّ قوله.
ويختم حديثه بالإشارة إلى أن "كساد الزراعة دفع بعض الفلاحين الى تغيير أنماط عملهم لاسيما الشباب منهم بالإنفراد في خلق مقومات عمل لم تكن مألوفة سابقًا، ومنها تربية حيوانات مثل الغزلان تحولت إلى مصدر رزق رئيسي لهم".