الصفحة الرئيسية / بعد قطع العلاقات مع السويد.. اللاجئون العراقيون يترقبون المصير وهواجس من "نقطة البداية"

بعد قطع العلاقات مع السويد.. اللاجئون العراقيون يترقبون المصير وهواجس من "نقطة البداية"

بغداد اليوم - تقارير

ما ان نفذ العراق، وعيده بقطع العلاقات مع السويد لسماحها بتكرار الإساءة للقرآن الكريم واهانة العلم العراقي، حتى ساور القلق اللاجئون العراقيون هناك لمستقبلهم في البلد الأوروبي.

وأعلنت الحكومة العراقية، أمس الخميس (20 تموز 2023)، طرد السفيرة السويدية في بغداد وقطع العلاقات الدبلوماسية مع ستوكهولم رداً على سماح الأخيرة بحرق المصحف وهو قرار مماثل اتخذته حكومة إقليم كردستان.

وكشفت آخر الإحصاءات الرسمية الصادرة عن المركز الوطني السويدي ( SCB)،  أن الجالية العراقية احتلت المرتبة الثانية، بعد تراجعها من حيث العدد أمام السورية، من بين العدد الكلي للمهاجرين الى السويد البالغ عددهم ما يقارب الـ2 مليون مهاجر في عام 2022، ما يعني أن 20 بالمئة من تعداد سكان السويد المتواجدين في السويد، هم من المهاجرين.  

وبدأ المجتمع السويدي يتفهم بشكل تدريجي، الثقافة العربية والعراقية بعد ارتفاع عدد المهاجرين، واندماجهم في التجارة والاقتصاد والثقافة والحياة العامة وفقاً لمراقبين.

"وجهة مفضلة"

ويفضل العراقيون السويد لكونها توفر فرص العمل وتحتضن اللاجئين، واستطاعوا الاندماج في المجتمع السويدي من خلال التفاعل مع المجتمع وتعلم العادات والتقاليد، وكذلك تعريف المجتمع السويدي بالتقاليد العراقية.

"موجات هجرة"

ومرت هجرة العراقيين إلى السويد بموجات، الأولى خلال فترة الثمانينيات وأكثرهم من المعارضين السياسيين، أما الموجة الثانية فهي في فترة الحصار الاقتصادي في تسعينيات القرن الماضي، والموجة الكبرى كانت بين عامي 2006 و2008 بعد الغزو الأميركي واندلاع موجة العنف الطائفي، وفي هذه السنوات فتحت السويد أبوابها للعراقيين.

ومن أبرز المدن التي تضم أكبر عدد من العراقيين ستوكهولم ويوتوبوري وغوتنبرغ ومالمو وغيرها، وعمد العراقيون إلى خلق أجواء مناسبة، فتجد مطاعم بأسماء وأطباق عراقية.

"شروط مقيدة"

واستمر عدد المهاجرين العراقيين بالتزايد للدولة الاسكندنافية بسبب التسهيلات التي قدمتها السلطات السويدية لهم في البداية، لكن الأوضاع اختلفت اليوم، وباتت نسبة قليلة منهم يحصلون على الإقامة.

"انقسام في المهجر"

وتنقسم الجالية العراقية إلى قسمين، فالقسم الجديد غير مرحب بهم من الجالية العراقية القديمة، لأنهم يخشون من أنهم قد يسببون ضررا لامتيازات اللاجئين القدماء ولا ينظرون إلى أنهم هربوا من حرب ودمار عاثا بالعراق.

"مستقبل غامض وارتداد متوقع"

وبات العراقيون بعد الأزمة الدلبوماسية بين العراق والسويد وقطع العلاقات بين البلدين، في قلق من ردة فعل ستوكهولم لاسيما بعد حرق سفارتها في بغداد، من ان تتخذ قراراً بترحيل اللاجئين لاسيما الجدد وممن لم يحصلوا على اقامات ثابتة .

وطالما رفضت الحكومة العراقية سابقا العودة القسرية لطالبي اللجوء العراقيين في أوروبا بينها السويد، وتفضل العودة الطوعية، وعدم "اجبار العوائل التي تحملت الكثير من المصاعب ومخاطر السفر على العودة قسراً من دون توفير البرامج والخطط التي تساعد على توفير البيئة المناسبة لعودتهم" بحسب بيان سابق لوزارة الهجرة والمهجرين العراقية.

 لكن هذه المرة ربما لا تلقى بغداد أذناً صاغية لطلبها ما ينعكس سلباً على أوضاع الجالية العراقية هناك.

"تطمين رسمي"

وبددت وزارة الخارجية العراقية، مخاوف الترحيل وانها تتابع شؤون اللاجئين العراقيين في السويد وترصد اي ردود أفعال تجاههم.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد الصحاف لـ"بغداد اليوم": من يقيم داخل الأراضي السويدية يقيم وفق القوانين والموافقات الأصولية من قبل السلطات المعنية هناك".

وأكد، ان "وزارة الخارجية العراقية تتابع شؤون اللاجئين بشكل دبلوماسي وتنسق مع مجموعة من الأطراف لهذا الغرض".

من جانبها شددت وزارة الهجرة العراقية على "عدم اتخاذ أي خطوات تتنافى مع الأعراف والمواثيق الدولية ومبادئ حقوق الإنسان"، مطالبة "المنظمات الدولية والجهات ذات العلاقة بالتعاون معها لتوفير حياة كريمة لتلك اللاجئين وتقديم المساعدة لهم وتسهيل الإجراءات المتعلقة بطلبات لجوئهم وإعادة توطينهم". 

"أزمات واقرار"

وساهمت معظم الأزمات السياسية والأمنية في العراق بعد الاحتلال الأميركي للبلاد عام 2003 في زيادة هجرة الشباب هرباً من الحرب تارة، وللبحث عن فرص عمل في تخصصاتهم تارة أخرى. 

ويبحث هؤلاء عن فرص للخروج من العراق نحو دول الخليج أو الاتحاد الأوروبي.

وفي وقتٍ سابق، قال رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السودانيـ إنّ "الشباب العراقي يمثل الشريحة الكبرى في البلاد، لكنّها شريحة مهمشة بفعل الأخطاء الحكومية والسياسية التي أدت بشكلٍ أو بآخر إلى دفع الشباب للتظاهر والاحتجاج والهجرة والضياع".

وأتهم السوداني عموم الأحزاب التي تتشارك السلطة في البلاد "مسؤولية تراجع المستوى الأمني والاقتصادي وغياب الحلول الواضحة لحلّ هذه المشاكل"، مشيراً إلى أنّ هجرة الشباب العراقي تكبد البلاد، بطبيعة الحال، خسائر اقتصادية وطاقات مهمة".

ويبقى السؤال الذي يدور في خُلد اللاجئين العراقيين، هل سيعودوا الى وطنهم وتتبدد أحلامهم بحياة أفضل حلموا بها والعودة الى نقطة البداية؟ أم للسويد رأي آخر؟

21-07-2023, 16:09
العودة للخلف