بغداد اليوم - بغداد
لم تكن رحلة الشرطة نحو اللقب مفروشة بالورود، بل كانت محفوفة بالمخاطر والمطبات، التي جعلت الكتيبة الخضراء تقترب من دائرة الخطر بفقدانها للدرع، بعد وصولها بالجولة التاسعة من البطولة إلى أسوأ مواقعها عند الترتيب التاسع.
قبل إنطلاقة الموسم، فضلت إدارة الشرطة التمديد لعقود معظم العناصر المحلية والمحترفة، بل إنها أضافت العنصر البارز في منطقة العمليات السنغالي إدريسا نيانج، إثر تألقه مع الطلبة، لينضم الأسمراني الصلب إلى قائمة المدير الفني المصري مؤمن سليمان، لتكتمل صفوف الأخضر ويكون إلى جانب "عبد المجيد أبو بكر وفهد اليوسف".
ورغم البداية المتفاوتة بالنتائج، فإن الصدمة كانت حاضرة بعد التراجع الفني لمستوى هدافه السوري محمود المواس، فغاب عن التهديف ومعه تراجع فريقه في لائحة الترتيب.
ركز سليمان، بعد تواصل مسلسل فقدان النقاط، على إضافة عنصر فعال في خط المقدمة، ولم ينجح الدولي آسو رستم في إقناع الجهاز الفني بالمشاركة أساسياً، في وقت كان يحتاج فيه إلى فسحة زمنية إضافية لإستعادة الإنسجام المفقود .
عاصفة التغيير
ومع قرب هبوب عاصفة التغيير، حضر المنقذ المهاجم المخضرم علاء عبد الزهرة، ليلعب دور الهداف والمحفز للمواس ورستم، فنجح في التسجيل علاوة على أنه أصبح أداة ضغط إيجابية في إستعادة بقية النجوم لمستواهم المعهود، والعودة لمزاولة هوايتهم بطرق شباك الخصوم، وهذا ماحصل لرستم الذي عاد بقوة بعد أن سجل أول هاتريك لفريقه في هذا الموسم.
تلك الاستفاقة والتحسن بالمواقع والأداء، رافقها غضب من إدارة القيثارة الخضراء، فعقد اجتماع عاجل، وتمت إقالة المدرب سليمان، رغم أن الأخير حصد لهم اللقب للموسم الفائت، ولم يتم منحه فرصة مواصلة رحلة العودة للصدارة، ليتم إعلان بيان "المجازفة" فتولى المهمة مؤقتاً تلميذه أحمد صلاح، الذي كانت له تجربة العمل كمساعد وليس مديراً فنياً.
مجازفة تدريبية
مع انطلاقة الجولة 22، وقف صلاح في المنطقة الفنية بقيادته لحامل اللقب في مهمة معقدة، مع أن خبرته المحدودة ستكون عائقاً لتحسين حصيلة سليمان، إذ أن الأول تفوق في 12 مواجهة وتعادل 6 مرات، وتعرض للهزيمة في 3 لقاءات.
تحسن كبير مع إستلام المهمة، صاحبه قفزة نوعية في مستويات اللاعبين، وواصلت الكتيبة الخضراء زحفها نحو الصدارة، لتحضر الأرقام القياسية.
حامي عرينه "أحمد باسل" يحافظ على شباكه نظيفة ل 5 مواجهات متتالية، وقائده عبد الزهرة يصل لشباك منافسيه في 12 مناسبة، وجناحه الطائر أحمد فرحان يواصل هوايته بصنع الأهداف.
المواس يعود من بعيد ويسجل 10 أهداف، وتألق ملفت للمحترفين "فهد اليوسف، نيانج، أبو بكر"، كما صلابة خط دفاعه بقيادة الأسمراني فيصل جاسم كان له دوراً في تلقي القيثارة ل 24 هدفاً في أقوى منظومة دفاعية .
وهذه المؤشرات الفنية، جعلت نجوم الشرطة يحسمون مبارياتهم بنتائج كبيرة وصلت إلى الخماسية في مرمى النجف ورباعية مزقت شباك الصناعة.
حسم اللقب
اللقب تحقق قبيل لقاء مسك الختام بجولة واحدة، فرفعت جماهير القيثارة لافتات "التباهي" بإنجاز فريقها في خارج الديار وتحديداً بملعب ميسان.
وانتهت حكاية "بطل الموسم" بالاحتفال في ستاد الشعب بفوز معنوي على ضيفه الحدود، وليرفع عبد الزهرة درع الدوري، بينما استمرت الإحتفالات حتى ساعات متأخرة من ليلة التتويج وحافلة الفريق المكشوفة تجوب شوارع العاصمة بغداد، وسط تجمعات كبيرة لأنصار القيثارة الخضراء.