بغداد اليوم - متابعة
انتعشت أسعار النفط الخام خلال تداولات اليوم الأربعاء (19 تموز 2023)، في ضوء التفاؤل حيال الطلب الأمريكي والصيني على خام النفط؛ جنبا إلى جنب مع تنامي مخاوف تراجع المعروض النفطي في الأسواق.
وبالتطرق لتداولات النفط اليوم؛ يتضح بأن أسعار خام برنت الفورية ارتفعت بنحو 0.31% لتسجل ما يقرب 79.87 دولارا للبرميل؛ علاوة على ارتفاع أسعار عقود خام غرب تكساس الوسيط بحوالي 0.31% مسجلة 75.85 دولارا للبرميل تقريبا.
وجاء انتعاش أسعار النفط الخام بتداولات اليوم على خلفية تراجع إمدادات الخام الروسي المنقولة عن طريق البحر لتسجل أدنى مستوى لها في ستة أشهر؛ وذلك في سياق سعي روسيا الاتحادية لخفض التدفقات النفطية كرد فعل على العقوبات المفروضة على روسيا من قبل الدول الغربية، وفقا لما أوردته وكالة بلومبرج.
وهو ما تزامن مع خطط روسيا لخفض صادراتها من النفط الخام في أغسطس المقبل بالتنسيق مع كبار المنتجين بتحالف أوبك بلس؛ حيث من المقرر أن تخفض روسيا صادراتها النفطية بمقدار 2.1 مليون في الربع الثالث، وهو ما قدم دعما قويا لأسعار النفط بالتعاملات مدفوعا بمخاوف شح المعروض النفطي في الأسواق.
أما على جانب الطلب؛ عززت البيانات الأولية الصادرة اليوم عن معهد البترول الأمريكي (API) تحركات النفط الخام بالتداولات؛ والتي كشفت عن تراجع مخزونات النفط الخام والبنزين داخل الولايات المتحدة بحوالي 797 ألف برميل خلال الأسبوع الماضي؛ بما أدى لتنامي التوقعات بأن الطلب من جانب الولايات المتحدة –وهي أكبر مستهلك عالمي للخام- على النفط لا يزال قويا؛ وهو ما أثر إيجابا على أسعار النفط بالتداولات.
ولكن، تجدر الإشارة إلى أن أسواق النفط تترقب صدور بيانات مخزونات النفط الأمريكية الرسمية بوقت لاحق من اليوم؛ والتي ستؤثر بقوة على التداولات النفطية المقبلة؛ نظرا لما توفره هذه البيانات من صورة واضحة حول مدى صحة الطلب والاستهلاك الأمريكي على النفط الخام.
كما ساهمت التطورات الصينية الأخيرة فيدعم المسار الصعودي لتداولات النفط الخام؛ حيث تعهد كبير الاقتصاديين في الصين أمس الثلاثاء بأنه سيطرح سياسات لتوسيع الاستهلاك داخل ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فضلا عن الخطط التحفيزية التي كشفت عنها وزارة التجارة بالبلاد أمس الثلاثاء، والتي تنطوي على عدد من الإجراءات التي سيتم اتخاذها بهدف تعزيز استهلاك السلع والخدمات داخل الصين، وهي أكبر مستورد عالمي لخام النفط ، وتحفيز الإنفاق على السلع الاستهلاكية المنزلية بين الأسر.
وهذا الأمر من شأنه أن يوفر دعما قويا للطلب على النفط من جانب ثاني أكبر دولة مستهلكة للخام بعد الولايات المتحدة، خصوصا بعدما تضررت الأسواق من بيانات النمو الاقتصادي الصيني الأقل من المتوقع الصادرة بوقت سابق من الأسبوع الجاري.
المصدر: انفستنغ