بغداد اليوم - بغداد
انتشرت في الاونة الاخيرة ظاهرة انتحار الطلبة، فيما سجلت بعض المحافظات العراقية نسبًا ليست بالقليلة مقارنة بالاعوام السابقة، " بغداد اليوم" فتحت الملف للوقوف على الاسباب والدوافع والجهة المسؤولة عن تزايد حالات الانتحار.
اتساع الظاهرة وارتفاع المعدلات
حددت جمعية حقوقية، ثلاثة اسباب وراء انتحار الطلبة في العراق، مبينة أن "محافظتي دهوك والسليمانية سجلت اعلى المعدلات بحالات الانتحار".
وقال رئيس جمعية ديالى لحقوق الانسان طالب الخزرجي لـ"بغداد اليوم"، إن "الانتحار بشكل عام ظاهرة اخذت بالاتساع في المحافظات، لكن تبقى السليمانية ودهوك في معدلات اعلى ولاسباب متعددة وكل حالة لها وضعها الخاص من ناحية تأثره بالعوامل التي تدفع الى خيار الانتحار".
واوضح، أن" انتحار الطلبة رغم حالاته المحدودة جدًا لكنه سجل في محافظات عديدة في السنوات الاخيرة"، لافتا الى أن "3 اسباب هي الابرز منها ما يتعلق بالحكومة نفسها في ناحية تقديم الخدمات ووسائل الراحة خلال اداء الامتحانات لانها تؤثر بشكل كبير".
الاسباب وظاهرة التنمر
ولفت الخزرجي الى أن "احدى الطالبات حاولت الانتحار لانها تأخرت عن القاعة بسبب الزخم المروري"، مبينا أنه "هناك اسبابًا تتعلق بالغبن خاصة للمجتهدين الذين لا يحققون نتائج مرضية مقارنة بآخرين أقل مستوى دراسي لكنهم نجحوا بطرق ملتوية".
وتابع رئيس جمعية ديالى لحقوق الانسان: "ناهيك عن تأثير التنمر، لكن بالمقابل لم نرصد اي حالة انتحار بسبب تعنيف الاباء لابنائهم الطلبة".
برنامج أممي للحد من الظاهرة
واشار الخزرجي الى أن" ملف الانتحار بغض النظر عن اسبابه يحتاج الى وقفة حكومية من خلال الانفتاح على الدراسات والارقام التي نسجلها سنويًا وما نقدمه من قراءات مهمة حول اسباب الانتحار وماهي الحلول للحد منها".
وفي (حزيران 2023)، اعلنت منظمة اليونسيف التابعة للأمم المتحدة، نيتها اطلاق برامج لــ"الرعاية النفسية" في عدة بلدان أهمها العراق.
وقالت المنظمة خلال مؤتمر دول العشرين المقام في الهند، وبحسب ما ترجمته (بغداد اليوم)، إن "اليونسيف تهدف خلال الفترة المقبلة الى دمج الرعاية النفسية في برامجها في العراق والحرص على تجهيز الملاكات العاملة في البلاد والمعلمين بما يلزم للكشف عن المشاكل النفسية للشباب والعمل على انهائها".
وأشارت المنظمة الى أنها "تعي تمامًا حجم المشاكل النفسية التي يعاني منها الشباب العراقي نتيجة لسنوات الحروب والصراع"، مؤكدة أنها تعمل الان مع "شركاء ومتبرعين على توفير منصات خاصة للشباب للتحدث بشأن المشاكل النفسية التي يعانون منها ودمجهم في الجهود الدولية لمعالجتها".
ارتفاع معدل القلق والاكتئاب
وبحسب دراسة فقد احتل العراق المركز الخامس في قائمة أكثر الدول العربية التي يقدم مواطنوها على الانتحار، هذا النزيف استمرَّ في الارتفاع حتى بلغ العام الماضي معدل حالتيْ انتحار كل يوم.
وفي 2020، نشرت منظمة أطباء بلا حدود تقريراً عن الحالة النفسية للعراقيين أكدت فيه أنها رصدت "مستويات عالية جدا من القلق والاكتئاب والوسواس بين المرضى الذين كانوا يحاولون التعافي من آثار الحرب والنزوح".
وبحسب التقرير، فإن معدلات القلق زادت من 45% إلى 68%، فيما زادت نسبة الإصابة بالاكتئاب من 10% لـ20%.
وفي نفس العام، أصدر مركز "البارومتر العربي" دراسة بحثية توصلت إلى أن العراقيين هم أكثر الشعوب العربية إصابة بالاكتئاب، وهو ما علّقت عليه صايمة زايي، مديرة نشاط الصحة النفسية لأطباء بلا حدود في الموصل، بأن العراقيين الذين يجاهدون للتكيُّف مع ظروف الحرب شعروا باليأس بعدما زادت أوضاعهم صعوبة بسبب انتشار فيروس كورونا.
هذه الأرقام المفزعة أكّدتها منظمة الصحة العالمية في تقريرٍ أصدرته في نفس العام، أوضحت فيه أن ازدواجية الحرب وكورونا أدّت إلى "تزايد الطلب على الخدمات النفسية" في العراق.