بغداد اليوم - بغداد
اثار هدم مسجد السراجي في ابو الخصيب بمحافظة البصرة ردود افعال غاضبة ضد الفعل الذي عدّه البعض هدماً لتراث وارث عراقي لا يحق لمجموعة سواء حاكمة او تضع اليد عليه، التصرف فيه، لما يملكه من قيمة تاريخية متصلة بعبق الماضي واصالته، وتعبيراً عن رمزية حضارية.
على اثر ذلك وفي اخر ردود الافعال، طالب مشايخ اهل السنة في الزبير بإقالة مدير الوقف السني محمد الملا، واحالته للتحقيق، بعدما نسق مع محافظ البصرة اسعد العيداني لهدم المسجد دون الرجوع الى وزارة الثقافة والاثار التي انتقدت وتوعدت بإتخاذ اجراءات لحماية المواقع التراثية والاثرية.
وكان رئيس الوقف السني في البصرة محمد عبدالوهاب الملا، قد عقد مؤتمراً صحافياً يوم امس الجمعة، أوضح خلاله أنهم تفاجأوا من طريقة هدم منارة الجامع، لافتاً إلى أن هذه الطريقة لم يتم الاتفاق عليها، بل إن ما تم الاتفاق عليه هو تجزئتها وترقيمها ونقلها إلى مكان آخر وفقاً لاقتراح تقدمت به الهيئة العامة للآثار والتراث.
وفي السياق ذاته، قال وزير الثقافة والسياحة والآثار أحمد البدراني، في بيان يوم امس الجمعة، "نرفض ونمنع ونحول دون المساس بأي بناء يحمل سمة تراثية أو آثارية، سواء كانت دينية أو مدنية، إذ إنها لا تُعد ملكا لديوان أوقاف أو وزارة أو هيئة أو محافظة، إنما ملك التاريخ الحضاري والتراثي للعراق".
وأضاف البدراني "سنتخذ الإجراءات القانونية لحماية الإرث الحضاري الكبير ضد أي تجاوز إداري أو شخصي يشجّع ويعمل على إلحاق الضرر بشكل مقصود أو عفوي، خصوصا حادثة هدم منارة جامع السراجي التي وقعت فجر هذا اليوم، رغم تقديم الهيئة العامة للآثار والتراث عدة مقترحات للحفاظ عليها وتجزئتها ونقلها إلى داخل باحة المسجد".
وطالب البدراني كلا من الوقف السني والشيعي بـ"التدخل والوقوف بحزم ومعاقبة منتسبيهما في حالة السماح لهم بالتجاوز أو تزوير الحقائق التاريخية".
وفي ساعات الفجر الأولى من 14تموز الجاري، تفاجأ سكان محافظة البصرة في العراق بوجود معدات ضخمة بدأت في هدم منارة جامع السراجي التاريخية التي تقع في منطقة أبي الخصيب جنوب المحافظة بهدف توسعة الطريق الذي يشهد ازدحامات مرورية.
وظهر محافظ البصرة أسعد العيداني في فيديو له خلال إشرافه على عملية هدم المنارة التاريخية قائلاً "البعض يقول إن هذا الجامع تاريخي ورفعوا أصواتهم، لكن عملية الإزالة تمت بالتنسيق مع الوقف السني، إذ إنه كان في منتصف الشارع، وبعد إزالة الأنقاض ستتم تسوية الأرض وبناء مسجد جديد من قبل المحافظة، فيما سيخدم الشارع كل الناس".
وكان جامع السراجي بُني من الطين اللبني عام 1140هـ/ 1727م في مدينة البصرة، ويعد من مساجد العراق التاريخية القديمة، ويتميز بعمارته الأثرية والتراثية.
تبلغ مساحة الجامع نحو 1900 متر مربع، ويقع في محلة السراجي في قضاء أبي الخصيب، وجُدد بناؤه من قبل متبرعين خلال ثمانينيات القرن العشرين.
وكان آخر تعمير وتجديد للمسجد عام 1421هـ/ 2002م، وفي الجامع منارة أثرية فخمة البناء، وفيه مصلى واسع يبلغ عرضه 18 مترا وبطول 11 مترا، ويعتبر من أوسع مساجد البصرة مساحة.
المسجد مشمول بقانون الآثار والتراث رقم (55) لعام 2001 الذي ينص في إحدى مواده على منع مالك الأرض التي يوجد فيها الأثر أو التراث أو الموقع التاريخي من التصرف المادي بها أو إجراء الحفر فيها أو تخريبها أو تغيير معالمها.
قديما كان يسمى المسجد الكبير في البصرة قبل بناء المساجد الحديثة وجامع البصرة الكبير، وأيضا كان من مسمياته القديمة اسم جامع مناوي لجم الكبير، لأن المنطقة كان اسمها قرية مناوي لجم ثم توسعت.