بغداد اليوم- متابعة
في غياب أي تقديريات رسمية، لجأ صحفيون مستقلون إلى سجلات الوفيات وإعلانات النعي المنشورة لتقدير عدد قتلى القوات الروسية في أوكرانيا.
ولم تصدر موسكو أي بيانات رسمية بشأن أعداد القتلى، مذ آخر إعلان في سبتمبر من العام الماضي الذي قدر عدد القتلى بنحو 5900 جندي.
ونظرا لأنه مرت على الحرب فترة طويلة منذ صدور هذا الإعلان المشكوك في صحته، لجأ صحفيون إلى البحث في إعلانات النعي في وسائل التواصل الاجتماعية المحلية، وحللوا سجلات الميراث الرسمية، وفق ما ذكره موقع موقع meduza الروسي المستقل الذي شارك في هذا التحقيق بالمشاركة مع موقع Mediazona الروسي.
وقال الموقع إن الباحثين حللوا التقارير الحالية بشأن الوفيات المنشورة وبيانات الوفيات من دائرة الإحصاءات الحكومية الفيدرالية، والسجلات الشاملة من سجل الوصايا الوطني، وخلصوا إلى أن ما بين 40 ألفا و55 ألف جندي روسي لقوا حتفهم في القتال في أوكرانيا منذ بدء الغزو في فبراير شباط 2022، وحتى 27 مايو آيار 2023.
واعتبرت مجلة إيكونوميست أن هذا الرقم أقل من بعض التقديرات الأخرى، مثل مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي قدر العدد بين 60 ألفا و70 ألفا، فقط خلال السنة الأولى من الغزو.
وقال meduza إنه بحساب عدد الرجال المصابين بجروح خطيرة لدرجة أنهم خرجوا من المعارك، يرتفع إجمالي عدد الضحايا (القتلى والجرحى) في روسيا إلى 125 ألف جندي على الأقل، ولا يشمل هذا الرقم الجنود المفقودين أو الأسرى أو المواطنين الأوكرانيين الذين يقاتلون مع القوات الروسية بالوكالة المتمركزة في دونيتسك ولوغانسك.
وتقول إيكونوميست إنه في مقابل كل قتيل، كان هناك 3 جرحى أو أكثر، وكانت إصاباتهم خطيرة بما يكفي لإبعادهم عن المعركة، وبهذا المنطق، قتل أو جرح 200 ألف جندي روسي في أوكرانيا.
وللتقريب، يقول meduza ، فإنه خلال 15 شهرا من القتال (من 24 فبراير شباط 2022 إلى أواخر مايو آيار 2023)، بلغ عدد القتلى من الجنود الروس في أوكرانيا ثلاثة أضعاف عدد قتلى القوات السوفيتية على مدى 10 سنوات من الحرب في أفغانستان، وتسعة أضعاف عدد القتلى الروس في حرب الشيشان بين عامي 1994 و1996.
والأرقام الواردة "جديرة بالاهتمام ليس فقط لأنها تشير إلى عشرات الآلاف من الرجال الذين أرسلهم فلاديمير بوتين للموت في حرب عدوانية ولكن أيضا لأن السلطات عملت بلا كلل لإخفاء التكاليف الحقيقية والمتزايدة للغزو على الروس أنفسهم"، وفق الموقع الروسي.
ومع ارتفاع العدد "سيحتاج بوتين إلى المزيد من الرجال لمحاربة جيرانهم، وقد يجد ذلك صعبا بشكل متزايد"، وفق إيكونوميست.