بغداد اليوم - بغداد
يعمل العراق على إعادة أحياء خطوط أنابيب النفط مع السعودية والأردن وسوريا، وذلك بعد أن أدى وقف التدفق عبر تركيا إلى تراجع صادرات بغداد بنحو 500 ألف برميل يوميًا.
تسعى بغداد إلى إيجاد منافذ دائمة وبديلة لصادراتها النفطية، وسط خطط لزيادة الإنتاج إلى 8 ملايين برميل يوميًا بحلول 2027.
ويمتلك العراق عددًا من مشروعات خطوط أنابيب النفط مع الدول العربية المجاورة، ما يمكّنه من إيجاد منافذ تصديرية جديدة وبديلة عن تلك الموجودة حاليًا، عبر ميناء البصرة أو خط أنابيب جيهان إلى تركيا.
وشهدت صادرات النفط العراقي تراجعًا بنحو 500 ألف برميل يوميًا منذ نهاية مارس/آذار، بعد أن أوقفت تركيا التصدير عبر ميناء جيهان في أعقاب حكم دولي بتغريم أنقرة.
إحياء خطوط أنابيب النفط
قال مستشار رئيس الوزراء للعلاقات الخارجية، فرهاد علاء الدين، إن هناك مفاوضات لإعادة إحياء خط أنابيب النفط مع السعودية، والذي كان موجودًا في السبعينيات.
وأضاف أن هناك تفكيرًا في تفعيل خط أنابيب للنفط عبر سوريا، إلى جانب خط أنابيب "البصرة-العقبة" قيد الدراسة من قبل المستشارين حاليًا، حسبما ذكرت بلومبرغ الشرق.
وضعت بغداد دراسة متكاملة لمشروع خط النفط بين البصرة والعقبة، بعدما بحثت الحكومة الحالية المعوقات التي رافقت -أو أدت إلى- عدم المضي في المشروع، الذي كانت كلفته مرتفعة، وأُعيدت دراستها مرة أخرى.
ويستهدف مشروع خط أنابيب البصرة العقبة إضافة منفذ جديد إلى صادرات النفط بطاقة مليون برميل يوميًا، مقابل زيادة الصادرات من المنفذ الجنوبي إلى 6 ملايين برميل يوميًا.
ويُعَدّ ميناء البصرة المنفذ الرئيس للصادرات العراقية؛ إذ يستحوذ على غالبية النفط الخام المصدَّر من حقول وسط العراق وجنوبه، وتصل صادراته إلى نحو 3 ملايين برميل يوميًا حاليًا.
صادرات النفط عبر تركيا
تأتي خطط بغداد لإحياء خطوط أنابيب النفط بعد أن عانى أكثر من شهرين من وقف تصدير نفط إقليم كردستان عبر ميناء جيهان التركي؛ ما أفقد الإقليم صادرات تُقدَّر بنحو 450 ألف برميل يوميًا.
قال علاء الدين، حول إعادة تصدير النفط عبر خط الأنابيب الواصل إلى ميناء جيهان التركي، إن الجانب التركي يقول، إن هناك "مشكلات فنية" تعوق استئناف عمله.
وأشار إلى أن انتخابات الإعادة التركية قد تكون مستحوذة على اهتمامات المسؤولين الأتراك في الوقت الحالي.
توقَّف تصدير نحو 450 ألف برميل يوميًا من النفط الخام من إقليم كردستان وحقول كركوك عبر خط أنابيب إلى ميناء جيهان التركي في شهر مارس/آذار الماضي، بعد فوز العراق بقضية تحكيم دولي بسبب قيام تركيا بالسماح لأربيل بتصدير النفط دون موافقة بغداد، إذ تعُدّ بغداد صادرات النفط من جانب حكومة الإقليم غير قانونية.
وأوضح مستشار رئيس الوزراء أن "الجانب التركي طلب في البداية التفاوض بشأن الغرامة التي أقرّتها المحكمة المقدّرة بـ1.5 مليار دولار، إلّا أنهم أخبرونا فيما بعد أن عملية توقُّف النفط عبر أنابيب جيهان بسبب مشكلات فنية".
استغلال الغاز
من جهة أخرى، قال علاء الدين، إن بلاده تسعى إلى استغلال كامل الغاز المصاحب لعمليات إنتاج النفط، والذي يتراوح حاليًا بين 1600 و1800 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز.
كان وزير النفط حيان عبدالغني قد أكد في تصريحات أمس الثلاثاء، على هامش منتدى قطر الاقتصادي، أن بلاده لديها شراكة مع شركة "شل" لاستغلال الغاز المصاحب من عمليات إنتاج النفط في البصرة.
وأضاف أن افتتاح المرحلة الأولى من عمليات استغلال نحو 400 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز المصاحب سيكون نهاية الشهر الجاري، والمرحلة الثانية ستُفتَتَح نهاية العام.
كما أن هناك شراكة مع شركة "توتال" الفرنسية لاستغلال ما يعادل 600 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز خلال 5 سنوات.
كانت مستشار رئيس الوزراء مظهر محمد صالح قد أكد في تصريحات مؤخرًا أن خسائر بلاده جراء عدم التوقف عن الحرق واستيراد الغاز تُقدَّر بنحو 12 مليار دولار سنويًا.
وتهدف وزارة النفط العراقية إلى التوقف عن حرق الغاز بحلول 2027 ضمن جهود لخفض الانبعاثات الناتجة عن أعمال استخراج النفط، وتأمين احتياجات البلاد من الوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء.