بغداد اليوم- تقارير
يعيش العراق استقراراً أمنياً وسياسياً غير مسبوق بعد 2003، وبات قبلة اقتصادية وبيئة استثمارية واعدة.
ومع هذا الاستقرار تصاعدت مؤخراً خروقات أمنية قد تعكر صفو الأمن الذي بات يلمسه المواطن العراقي جلياً في حياته اليومية.
ولعل أبرز هذه الخروقات إحباط قوات الجيش والحشد الشعبي في 14 من آيار الجاري محاولة تسلل لعناصر داعش الارهابي في قرية (مشنف) التابعة لناحية النمرود في محافظة نينوى، وبعد معارك شرسة مع الارهابيين وقتل انتحاري يرتدي حزاما ناسفا داخل نهر الزاب و"إفشال نوايا العدو ومخططاته في زعزعة الأمن في المنطقة" وفقاً لبيان اعلام الحشد.
وباتت ديالى إحدى أبرز المحافظات التي تتكرر فيها الاحداث الأمنية ومنها إصابة منتسبين من الشرطة بهجوم مسلح استهدف نقطة أمنية في بساتين منطقة (سنسل) عند أطراف قضاء المقدادية شمال شرقي المحافظة 17 من هذا الشهر.
وفي تطور خطير ولافت، أعلن جهاز المخابرات الوطني الثلاثاء الماضي، إحباط عملية ارهابية في ناحية اليوسفية جنوبي العاصمة بغداد كانت معدة لاستهداف القوات الأمنية والمدنيين والعثور على مخبأ للسلاح يحتوي على حزام ناسف وعبوتين ناسفتين، وفقاً لبيان الجهاز.
ومن جنوب بغداد الى شمالها عثرت قوة أمنية مشتركة على "مضافة مؤقتة" يتخذها الإرهابيون ملاذاً لهم خلال اعمية أمنية واسعة غرب قضاء الطارمية.
وكاد أمن جنوبي العاصمة يتعرض الى خطر داهم بعد اشتباكات بين قوات الشرطة الاتحادية ومسلحين تفيد الأنباء بانهم تابعين لفصيل مسلح الأثنين الماضي.
حيث اندلعت الاشتباكات ضمن منطقة البوعيثة في الدورة جنوبي بغداد بعد رفض الفصيل المسلح تجريف الأراضي الزراعية وادعائهم بأنها تابعة لهم.
لكن الرواية الرسمية فندت ذلك وقالت خلية الإعلام الأمني، أن :"الاعتداء وقع على مفارز أمانة بغداد والمفارز الأمنية المرافقة لها المكلفة بإزالة التجاوزات على الأملاك العامة في المنطقة المشار إليها، مما أدى الى إصابة شخصين بجروح طفيفة، وعلى الفور بادرت القوات الأمنية الى اتخاذ الإجراءات القانونية والتعامل مع هؤلاء وإلقاء القبض عليهم وإحالتهم الى التحقيق وإزالة التجاوزات على الأراضي في منطقة البوعيثة الموجودة من دون وجه حق".
وفي انجاز أمني أعلن جهاز مكافحة الإرهاب قبل يومين عن القاء القبض على آمر كتيبة دفاع جوي في ولاية دجلة سابقا في محافظة أربيل باقليم كردستان.
يشار الى ان قيادة العمليات المشتركة وعلى لسان الناطق باسمها اللواء الطيار تحسين الخفاجي أعلن في 10 آيار الجاري مقتل أكثر من 100 عنصر من داعش الارهابي وجلهم محليون منذ بداية العام الجاري 2023، مؤكدا استمرار ملاحقة الارهابيين حتى في المناطق المعقدة جغرافياً، وسط تأكيدات أنّ خطر داعش "لم ينته بعد".
وتخشى الحكومة العراقية من تراجع الملف الأمني ونتائجه على استقرار البلاد، فيما وجه القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أخيراً، القيادات الأمنية بالتأهب ومراجعة شاملة للخطط العسكرية، مشدداً على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطاً لـ"داعش"، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف قدرات عناصر داعش وتحدّ من حركتهم.