بغداد اليوم-متابعة
في خضم المنافسة الشديدة، ووسط استعدادات انطلاق صافرة الانتخابات الساخنة في تركيا غدا الاحد، لن يكون زلزال 6 فبراير المدمر بعيدا عن ادوات المنافسة الحامية خلال الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا مع وجود عشرات الآلاف من الناخبين في مناطق الزلزال يسعى المرشحون لاستغلال ما حدث في الزلزال لجذب أصواتهم.
وفيما تعول أحزاب المعارضة التركية على جذب أصوات هؤلاء، بحجة أن الحكومة لم تقدم لهم الدعم والحماية الكافيين خلال الزلزال، يراهن التحالف الحكومي على رصيده السابق لدى معظم هؤلاء، وبرنامجه لإعادة بناء المناطق المدمرة، كما يتضح من تحليل نائب سابق ومحلل سياسي في تركيا.
وتسبب الزلزال العنيف الذي ضرب البلاد 6 فبراير الماضي في مقتل 50 ألف شخص ونزوح 3 ملايين، وتضرر قرابة 14 مليون آخرين، وذلك قبل 3 أشهر فقط من الانتخابات.
بحسب الأرقام التي أعلنها أحمد ينار، رئيس المجلس الأعلى للانتخابات، فإن ما لا يقل عن 133 ألف ناخب، من متضرري الزلزال سيدلون بأصواتهم خارج مناطقهم.
وفي وقت سابق، طمأن ينار الناخبين بقوله، إنه لا توجد عقبات أمام إجراء الانتخابات في مناطق الزلازل، معلنا تدابير إضافية لمساعدت السكان هناك، منها إنشاء صناديق اقتراع للناخبين في مناطق الإيواء المؤقتة، والسماح لمن انتقلوا بعيدا بتغيير عناوينهم المسجلة بسهولة.
هذه الانتخابات متوقع أن تكون الأشد منافسة في تاريخ البلاد، وأبرز مرشحيها للرئاسة هم الرئيس الحالي رجب طيب أردوغان، ومرشح تحالف "الأمة" المعارض كمال كليتشدار أوغلو.
النائب البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية، رسول طوسون، يتفاءل باستمرار التصويت للحزب، مرجعا ذلك إلى أن الولايات التي ضربها الزلزال "هي معاقل تقليدية" له، وصوتت له في الانتخابات السابقة، وأغلب رؤساء بلدياتها من الحزب الحاكم، ومن وصلت إليهم مساعدات أثناء الزلزال سيصوتون بلا أي شك للرئيس أردوغان.
في الوقت نفسه، لا يستبعد طوسون حدوث تراجع في التصويت عن المرات السابقة، خاصة في المناطق الأشد تضررا.
ويوافقه الرأي المحلل السياسي التركي، هشام جوناي، مستشهدا بعدة تفاصيل:
غالبية سكان المناطق التي تأثرت يعتقدون أن الزلزال قضاء وقدر، وليس بسبب تقصير الحكومة.
المواطن التركي معروف بولاءه الانتخابي للحزب التابع له؛ لذا لن تشهد تلك المناطق تغييرات كبيرة في التصويت.
أعلنت الحكومة برامج دعم للمتضررين وتوفير سكن بديل حتى إنشاء منازل جديدة.
يرى المواطنون أن استمرار حزب العدالة والتنمية يؤدي لتسريع إعادة الإعمار.
يشهد التصويت لحزب العدالة والتنمية تراجعا ملحوظا في التصويت في هاتاي، فيما سيضمن الأصوات في كهرمان مرعش وأديامان وملاطية المعروفة بقوة ولائها للحزب.
وسبق أن طلب أردوغان من متضرري الزلزال الصفح عن تأخر الاستجابة للزلزال، التي كان يمكن أن تكون أسرع، معلنا أنه سيتم إعادة البناء في عام واحد، وهو ما قوبل بحملات تشكيك من المعارضة.
فرص المعارضة
في المقابل، فإن أول استطلاع رأي يتم في تركيا عقب زلزال كهرمان مرعش المدمر، أظهر تراجعا في دعم حزب العدالة والتنمية.
وبحسب ما أورده جان سلجوقي مدير مؤسسة "تقرير تركيا" للأبحاث، فإنه لوحظ أن الأصوات في المدن المنكوبة تتوجه إلى الأحزاب التي لها وجود في الميدان.
ويتفق معه، مسح أجرته وكالة "رويترز"، أشار لانزعاج سكان المدن المتضررة من أداء الحكومة خلال الكارثة، إلا أن الناخبين وجدوا صعوبة أيضا في تخيل التصويت لتحالف المعارضة ومرشحه كمال كليتشدار أوغلو.
وقالت مصادر مطلعة في الحزب الحاكم، إنهم على دراية بالغضب السائد بين قاعدة الناخبين في جنوب شرقي البلاد لكنهم واثقون من النصر وسط تسريع جهود إعادة البناء.