بغداد اليوم - بغداد
عادت حسابات تنظيم "داعش" على تويتر الى الواجهة بعد غياب طويل، اثر متابعة جدية ادت الى حذفها من قبل السلطات لغاية فترة قريبة.
الحسابات وهمية تحرض على العنف والكراهية علانية، مستخدمةً الهاشتاكات المتداولة في البلاد على تويتر، متصيدة للتغريدات التي تكرس الطائفية.
يستهدفُ داعش مجموعة متنوعة من الشباب سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في البلدان الغربية. بخصوص دوافع طلب الانضمام فهي غير معروفة إلا أنّ الباحثين قد توصلوا لسبع سمات مميزة تدفعُ الشباب -والشابات على حد سواء- إلى الانضمام إلى داعش: السعي وراء إثبات الذات، الانتقام، الفداء، التشويق، الأيديولوجية، العدالة والموت.
يستهدف داعش صغار السن في الشرق الأوسط والدول الغربية، بشكل عام يصلُ متوسط عمر مقاتلي داعش حوالي 26 سنة علمًا أن 86% من المجندين هم من صنف الذكور. بخصوص المُجنّدين في الشرق الأوسط فغالبيتهم قادِمون من شمال العراق بسبب الحرمان الاقتصادي هذا فضلا عن الدمار الذي حلّ بالمنطقة خلال حرب العراق والحرب الأهلية السورية.
في عام 2014 وحده كان هناك ما يقدر بنحو 46,000-90,000 حساب يُمجّد داعش أو يُدار من قبل أنصار الحركة. ذكرت شركة تويتر بحلول عام 2015 أنها حظرت أزيد من 125,000 حساب بسبب إظهار التعاطف مع التنظيم الإرهابي، قامت الشركة بتحديث الأرقام عام 2016 حيث أكدت على حذفها أزيد من 325,000 حسابًا لنفس السبب.
المُثير في الأمر أن شركة تويتر ما إن تحظر حسابات تابعة لعناصر التنظيم حتى يعودون بحسابات أخرى لنشر أيديولوجيتهم. في حقيقة الأمر لم تجد الشركة حلا لهذا الأمر خاصة أن تعامل تويتر «المُتشدد» مع مثل هذه الحسابات سيُكلف مستخدمين آخرين حساباتهم عن طريق الخطأ أو أي شيء من هذا القبيل. حاول تويتر ابتكار طريقة وتمكن منها من تحديد المستخدمين الذين يعودون بحسابات جديدة بعد حظر حساباتهم القديمة ثم أطلق عليهم لقب resurgents ليتمكن من تحديدهم بسرعة لكن وبالرغم من ذلك فقد اعترف المدير التنفيذي بصعوبة إزالة كل تلك الحسابات دُفعة واحدة وذلك بسبب عودتها في أشكال بديلة. حسب بعض الإحصائيات فإن 20% من الحسابات التابعة لداعش هي حسابات وهمية عَمِلَ مستخدم واحد على إنشائها. ترجع العديد من هذه الحسابات إلى شبكة على الإنترنت تضم الآلاف من أتباع داعش. جدير بالذكر هنا أن هذه الحسابات قد نشطت بشكل كبير خلال الانتصارات العسكرية للتنظيم المتشدد وخلال غزوه للموصل في العراق نُشرت حوالي 42,000 تغريدة على تويتر تدعم هذا الغزو.
يقوم داعش بمجموعة من أنشطته على الويب السطحي الذي يخضعُ للتدقيق والمراقبة من قبل الشركات والوكالات الحكومية فضلا عن المتسللين. اضطر داعش في العديد من المرّات إلى البحث عن ملاذ آمن على الإنترنت وقد وجد ذلك في الإنترنت المظلم. هناك لا يُمكن تتبع أنشطته كما لا يُمكن كشف هوية عناصر التنظيم.
حينما قرّر داعش استخدام الإنترنت المظلم؛ باتت قضية مكافحة الإرهاب أكثر صعوبة وبالتالي قامت باقي وكالات المخابرات العالمية عن البحث عن طرق جديدة للتمكن من تصيّد المتشددين. حاول داعش جعل الشبكة العنكبوتية منصة خاصة به من أجل زيادة قدرته على نشر رسالته وأفكاره التي تُعتبر متطرفة. دون تدخل من الجهات الفاعلة أو الشركات أو حتّى الهيئات الحكومية؛ تمكّن داعش من نشر كل رسائله بحريّة كما تمكن من فتح منابر ومواقع خاصة به. في عام 2017 وحده؛ كانت الشرطة الأوروبية قادرة على كشف 52 موقعًا فريدًا من نوعه على الإنترنت تابع للتنظيم كما تمكنت من تحديد حوالي 2000 شحص تابع للتنظيم كانوا يُشرفون على هكذا مواقع.
لا نعرف كيف استطاع التنظيم التملص من المراقبة والمتابعة، الا اننا سلطنا الضوء على هذه الحسابات لتنبيه القائمين على الامن في البلاد، للتعامل بكامل الحرص على رصد هذه الحسابات الوهمية والغلاقها درءأً للفتنة والمخططات الخبيثة التي تستهدف الامن والسلم الاهلي.