بغداد اليوم - متابعة
أبدى صندوق النقد الدولي، اليوم الثلاثاء، نظرة سلبية بشأن توقعات أسعار النفط عالميًا، مرجحًا انخفاضها بأكثر من 24% خلال العام الجاري (2023)، مع تدهور آفاق النمو الاقتصادي العالمي.
وبحسب تقرير آفاق الاقتصاد العالمي 2023، الصادر عن صندوق النقد، تابعته (بغداد اليوم)، من المتوقع أن يسجّل متوسط أسعار النفط (خام برنت) 73.13 دولارًا للبرميل خلال 2023، مقارنة مع 96.36 دولارًا في العام الماضي (2022).
ويجري تداول العقود الآجلة لخام برنت في الوقت الحالي حول مستويات 85 دولارًا للبرميل، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
توقعات أسعار النفط في السنوات المقبلة
في العام المقبل (2024)، يتوقع صندوق النقد الدولي استمرار هبوط أسعار النفط إلى متوسط 68.90 دولارًا للبرميل، ما يمثّل تراجعًا بنسبة 5.8%، مقارنة بتوقعات 2023.
ومن المتوقع استمرار انخفاض أسعار الخام خلال السنوات القليلة المقبلة حتى تبلغ متوسط 65.4 دولارًا للبرميل في عام 2026.
ومن جانبه، قال مدير الأبحاث في صندوق النقد، بيير أوليفييه غورينشاس، إن توقعات أسعار النفط من جانب صندوق النقد لا تأخذ في حسبانها تأثير تخفيضات إنتاج النفط الطوعية، التي أقرّتها دول تحالف أوبك+ بإجمالي 1.66 مليون برميل يوميًا بدءًا من مايو/أيار المقبل حتى نهاية 2023.
وأشار صندوق النقد إلى تراجع أسعار النفط بنحو 15.7% خلال المدّة من أغسطس/آب 2022 إلى فبراير/شباط 2023، مع تداعيات تباطؤ نمو الاقتصاد العالمي على استهلاك الخام.
وشهدت الصين أول انخفاض سنوي في الطلب على النفط خلال القرن الحالي، وسط عمليات الإغلاق المتكررة المتعلقة بوباء كورونا، وفق التقرير.
وأثار التضخم المرتفع عالميًا وعمليات رفع الفائدة المستمرة من المصارف المركزية مخاوف كبيرة بشأن ضعف الطلب على النفط.
وعلى جانب المعروض، أشار صندوق النقد إلى تداعيات حالة عدم اليقين الناتجة عن العقوبات الغربية ضد صادرات النفط الروسية على التوقعات بشأن موازين السوق العالمية.
وفرض الاتحاد الأوروبي حظرًا على الخام الروسي بدءًا من 5 ديسمبر/كانون الأول 2022، وأيضًا على المشتقات النفطية الروسية بدءًا من 5 فبراير/شباط 2023.
نظرة سلبية للاقتصاد العالمي
جاءت توقعات صندوق النقد الدولي بانخفاض أسعار النفط، نتيجة للآفاق السلبية المتعلقة بنمو الاقتصاد العالمي، بعد سلسلة من عمليات رفع الفائدة لكبح جماح التضخم.
وخفّض صندوق النقد توقعاته بشأن نمو الاقتصاد العالمي بمقدار 0.1% خلال العامين الحالي والمقبل، ليبلغ 2.8% و3% على التوالي.
ومن غير المتوقع حاليًا أن يعود الاقتصاد العالمي على المدى المتوسط إلى معدلات النمو التي سبقت وباء كورونا، وفق التقرير، الذي تابعت تفاصيله وحدة أبحاث الطاقة.
ومن المرجح أن يبلغ معدل النمو الاقتصادي العالمي نحو 3%، وهو أقل تقديرات متوسطة الأجل يكشف عنها صندوق النقد منذ عام 1990.
وقال صندوق النقد الدولي، في تقريره: "التوقعات الضعيفة تعكس مواقف السياسة النقدية الصارمة اللازمة لخفض التضخم، وتداعيات التدهور الأخير في الأوضاع المالية، والحرب المستمرة في أوكرانيا".