الصفحة الرئيسية / رصاصتان تشعلان حرب اتهامات ووعيد قبيل الانتخابات التركية

رصاصتان تشعلان حرب اتهامات ووعيد قبيل الانتخابات التركية

بغداد اليوم - متابعة

أثار الهجوم المسلح الذي تعرض له مقر "حزب الجيد" المعارض في تركيا بمدينة إسطنبول اتهامات و"نبرة وعيد" أطلقتها زعيمته ميرال أكشنار على مرحلتين، أولا عبر حسابها الشخصي في موقع التواصل "تويتر"، وثانيا بعدما توجهت إلى مكان الحادثة، لتدلي بمؤتمر صحفي هناك.

ووفق المعلومات التي نشرها "مكتب والي إسطنبول" ضمن بيان، يوم الجمعة، تم تنفيذ الهجوم المسلح على المقر الواقع في منطقة زيتن بورنو حوالي الساعة العاشرة والنصف صباحا.

وأوضح البيان أن "رصاصة أصابت نافذة مبنى الحزب، بينما أصابت أخرى كرسي الكافيتريا"، في وقت وصل عدد كبير من رجال الشرطة إلى مكان الحادث فور إخطار الموجودين في المبنى.

ولم يُقتل أو يُصب أحد في الهجوم، بينما فتحت السلطات تحقيقا، وعلم أن المهاجم فر بينما بدأت السلطات بالوصول إلى مكان الحادث، حسب وسائل إعلام تركية.

ويعتبر "حزب الجيد" وزعيمته، ميرال أكشنار أحد أركان "تحالف الأمة" المعارض، الذي يقف في الضفة المقابلة لتحالف الحزب الحاكم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر تنظيمها في الرابع عشر من شهر مايو المقبل.

وكان هذا التحالف المعارض قد اتفق على تسمية زعيم "حزب الشعب الجمهوري"، كمال كلشدار أوغلو كمنافس للرئيس التركي، رجب طيب إردوغان في الانتخابات، في أعقاب تأييد أكشنار لهذه الخطوة، وهي التي سبق وأن أبدت رفضها القاطع بشأنها.

"نبرة قاسية ضد إردوغان"

وقبل وصولها إلى مقر حزبها، الذي تعرض للهجوم المسلح، نشرت أكشنار التي توصف في البلاد بـ"المرأة الحديدة" تغريدة وجهت فيها عبارات قاسية ضد الرئيس التركي، رجيب طيب إردوغان، ملمحة إلى مسؤوليته عما حصل. 

وفي أعقاب ذلك خرجت بمؤتمر صحفي من أمام مقر الحزب، وكررت عباراتها القاسية، بقولها: "أنا لست خائفة يا طيب بيه. لقد أصيب حزبنا بتهديد رجب قبل الانتخابات بـ 1.5 شهر".

وأضافت: "لا يمكن أن تكون تركيا دولة قبلية، ومن غير المقبول تخويف الأحزاب قبل 1.5 شهر من الانتخابات. الرجل الذي يخيف أكشانر لم يولد من أمه. لا أخاف إلا من الله تعالى".

كما وجهت أكشنار خطابا للنساء أيضا، وتابعت: "كل أنواع الإهانات والقذارة والاشمئزاز التي لا يمكن إلحاقها بالسياسي، تعرضت لها، لأنني امرأة. إذا كنتِ تريدين أن ينتهي هذا العمل غير القانوني، أيتها النساء العزيزات، فسوف تدلين بأصواتكن في تحالف الأمة في 14 مايو".

وتعتبر أكشنار من أبرز زعماء المعارضة التركية في البلاد، وتعرف بانتقادها اللاذع للحزب الحاكم والرئيس التركي إردوغان، وسبق وأن شبهته بـ"بنامين نتنياهو"، ما كلفها في مايو 2021 دعوى قضائية بتعويض قدره 250 ألف ليرة تركية.

وتدخل أكشنار منذ سنوات ضمن تحالف انتخابي مع "حزب الشعب الجمهوري". وتعود جذورها في السابق إلى "حزب الحركة القومية"، التي انشقت عنه قبل تحولها إلى أحزاب المعارضة.

وتولت منصب وزيرة الداخلية عام 1996، وشاركت في تأسيس "حزب العدالة والتنمية"، إلا أنها تركت الحزب قائلة، وقتها، إنه مجرد امتداد لحزب الرفاه الإسلامي بزعامة نجم الدين أربكان.

وانضمت إلى "حزب الحركة القومية" لاحقا، وبسبب معارضتها لنهج زعيم الحزب (دولت باهشتلي) في تأييد إردوغان تم طردها من الحزب عام 2016، لتعلن فيا بعد تشكيل حزب "الجيد". 

لماذا اتهمت إردوغان؟

يأتي الهجوم المسلح والعبارات القاسية من جانب السياسية أكشنار بعد أيام من تبادل كلمات لاذعة بينها وبين الرئيس التركي، وهو ما تمت ترجمته عبر قنوات التلفزة ووسائل التواصل الاجتماعي.

وفي بث تلفزيوني في التاسع والعشرين من مارس الحالي، استهدف إردوغان أكشنار بعدما انتقدته بسبب الأسس التي أرسيت بعد الزلزال في هاتاي، وقال مخاطبا إياها: "احترس من اسمنا. اسمي طيب، ولقبي إردوغان. احترس من أردوغان أيضا وانتبه لاسم طيب".

وبعد ذلك ومن مدينة أديامان التركية المنكوبة بفعل الزلزال ردّت السياسية المعارضة على الرئيس التركي، بالقول: "السيد إردوغان يعرفني جيدا. لن نركب القطار إذا كنا خائفين من الحديد. أنا هنا، عنواني هو معروف. عنوان حزبي معروف"، مضيفة: "هذا هو التهديد الثالث الذي هددني به إردوغان".

وقال زعيم "حزب الشعب"، كلشدار أوغلو ومرشح المعارضة للرئاسة: "السيدة ميرال قائدة قوية. لا يمكنك إخافتهم بهذه الطريقة، وأتوقع القبض على الجناة وتقديمهم للعدالة على الفور"، في تعليقه على الهجوم المسلح الذي استهدف مقر الحزب.

كما ندد رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، بالهجوم وقال: "إنني أشدد أيضا على توقعاتنا بتقديم الجناة إلى العدالة في أقرب وقت ممكن".

وقال زعيم "حزب المستقبل"، أحمد داوود أوغلو: "إنني أدين الهجوم المسلح على رئاسة مقاطعة اسطنبول لحزب الجيد"، وأضاف: "أولئك الذين يريدون إرباك بلادنا بأيديهم السوداء لن يحققوا أهدافهم أبدا".

بدوره كتب الأمين العام لـ"الحزب الجيد"، أوغور بويراز عبر "تويتر": "نترك هذا الهجوم الذي وقع بعد لغة التهديد التي استخدمها الرئيس إردوغان لضمير الأمة".

كما أدلى المتحدث باسم "حزب الشعب الجمهوري"، فائق أوزتراك، بتصريح على حسابه على تويتر، وقال: "بقي 43 يوما حتى الانتخابات. التهديد والعنف في الساحة مرة أخرى. ندين الهجوم الغادر على رئاسة مقاطعة إسطنبول للحزب الجيد".

وفي غضون ذلك أدان المرشح الرئاسي وزعيم "حزب البلد"، محرم إيجنه الهجوم على مقر "الحزب الجيد"، وكتب عبر "تويتر": "إنني قلق من أن مثل هذه الاستفزازات ستزداد مع اقتراب موعد الانتخابات. يجب على تركيا الابتعاد عن سياسة التوتر والاستقطاب هذه".


31-03-2023, 16:40
العودة للخلف